وما مغزل ترعى بأرض تبالة

وَما مُغزِلٌ تَرعى بِأَرضِ تَبالَةٍ

أَراكاً وَسِدراً ناعِماً ما يَنالُها

وَتَرعى بِها البُردَينِ ثُمَّ مَقيلُها

غَياطِلُ مُلتَجٌّ عَلَيها ظِلالُها

كَأَنَّ سَحيقَ الإِثمِدِ الجَونِ أَقبَلَت

مَدامِعَ عُنجوجٍ حُدِرنَ نَوالَها

تَتَبَّعُ أَفنانَ الأَراكِ مَقيلُها

بِذي العُشِّ يُعري جانِبَيهِ إِختِصالَها

مُيَمَّمَةً رَوضَ الرُبابِ عَلى هَوىً

فَمِنها مَغانٍ غَمرَةٌ فَسَيالُها

بِأَحسَنَ مِن لَيلى وَلَيلى بِشِبهِها

إِذا هُتِكَت في يَومِ عيدٍ حِجالُها

وَما ذِكرُهُ بَعدَ الصِبا عامِرِيَّةً

عَلى دُبُرٍ وَلَّت وَوَلّى وِصالُها

حَلَفتُ بِحَجٍّ مِن عُمانَ تَحَلَّلوا

بِبِئرَينَ بِالبَطحاءِ مُلقىً رِحالَها

يَسوقونَ أَنضاءً بِهِنَّ عَشِيَّةً

وَصَهباءَ مَشقوقاً عَلَيها جِلالُها

بِها ظِعنَةٌ مِن ناسِكٍ مُتَعَبِّدٍ

يَمورُ عَلى مَتنِ الحَنيفِ بِلالَها

لَئِن جَعفَرٌ فاءَت عَلَينا صُدورُها

بِخَيرٍ وَلَم يُردَد عَلَينا خَيالَها

فَشِئتُ وَشاءَ اللَهُ ذاكَ لِأُعنِبَن

إِلى اللَهِ مَأدى خَلفَةٍ وَمُصالَها