أحب نحافة الرشأ النحيف

أُحِبُّ نحافةَ الرشأ النحيف

وهل يهوى اللطيفَ سوى اللطيفِ

قليلُ المسكِ أكثرُ من كثيرٍ

من الطيبِ انقياداً في الأنوف

كذاك نحولُ جسمِ الراح مما

يُزَيِّنها إلى قلبِ الظريف

أتُنْكِرُ أنَّ الهلالَ يخافُ يوماً

كخوفِ البدرِ من قُبْحِ الكسوف

وَوَصْفُهمُ لِغُصنِ البانِ ممّا

يدلُّ على السمين أم القضيف

إليك فَعُظْمُ جِرْمَ البَمِّ جاءت

فضيلته أم الزيرِ الرهيف

إذا كان الأليفُ كذا دقيقاً

رشيقاً كان ريحانَ الأليف

ينوبُ عن النديم وإن أردنا

وصيفاً قام نابَ عن الوصيف

وما أَرَبُ الخفيفِ الرُّوحِ إلا

خفيفُ الروحِ ذو جسمٍ خفيف

يُميلُهُمَا العناقُ إذا استكانا

له مَيْلَ النزيف إلى النزيف