أرأيت أحسن من عيون النرجس

أرأيتَ أحسنَ من عيونِ النرجسِ

أم من تلاحُظِهنَّ وسطَ المجلس

درٌّ تشقَّقَ عن يواقيتٍ على

قُضُبِ الزمرُّدِ فوقَ بُسْطِ السُّنْدس

أجفانُ كافورٍ حُبِينَ بأعينٍ

من زعفرانٍ ناعماتِ الملمس

وكأنَّها أقمارُ ليلٍ أَحدَقَتْ

بشموسِ دجنٍ فوق غُصنٍ أملس

مغرورقاتٌ في ترقرقِ ظلِّها

ترنو رُنوَّ الناظرِ المتفرِّس

فإذا تَغَشَّتْها الرياحُ تَنَفَّسَتْ

عن مثلِ ريح المسكِ أَيَّ تنفُّس

وحكى تداني بعضِها من بعضِها

يوماً تداني مؤنسٍ من مؤنس

هذا وذاك تعانقا في مجلسٍ

عِشقاً وتلك تعانقتْ في مَغرس

وإذا نعستَ من المدامِ رأيتَها

ترنو إليك بأعينْ لم تَنْعَس

أفتلك أحسنُ أم أقاحٍ مقمرٌ

بإزاءِ هذاك البهارِ المشمس

يا أيها الساقي الذي لحظاتُهُ

أضحتْ موكَّلة بقبضِ الأنفس

أوقعتَ قلبي بين لحظٍ مُطْمعٍ

في الودِّ منك وبين لفظٍ مؤيس