ألا حرست من روضة قد حللتها

أَلا حُرِستْ مِنْ روضَةٍ قد حَلَلْتُها

وقد رَقَّ فيها ماؤُها وهَواؤُها

وقد أشْرَعتْ فيها الجَداوِلُ جَرْيَها

إلى شَجرٍ منها يَجيءُ نَماؤُها

ولاحَ لَنا زَهرُ الشَّقائِقِ يانِعاً

كمِثْل زُنُوجٍ ضَرَّجَتْها دِماؤُها

فَمِنْ كلِّ قاعٍ أخضَرٍ وَشَقيقَةٍ

كَتِيبَةُ حُسْنٍ وهْيَ فيها لِواؤُها

وَغَنَّتْ على الأوراقِ وُرْقٌ كأنَّها

لإِطْرابِنا قد طالَ منها غِناؤُها

تَعجَّبْتُ منها أُلْبِسَتْ من سَوادِها

حِداداً وقد أشْجَى القُلوبَ بُكاؤُها

وأعجَبُ مِنْ رَفْشِ المياهِ وقصدِها

زُمُرُّدُ أشجارِ الرُّبا وهَوَاؤُها