ألا يا أيها القمري كم ذا

ألا يا أيّها القمريُّ كم ذا

تُغَرِّدُ في الرَّواحِ وفي البُكُورِ

أجدّكَ تشتكي جَزَعاً وتبكي

لمفقودٍ كبيرٍ أو صغير

فقعْ في بابِ قِنّسْرِينَ فانظرْ

إلى جَزَعِ النساءِ على القبور

نساءٌ في حدادٍ صائحاتٌ

كغربانٍ تصايَحُ في الوُكور

ينادينَ الأحِبَّةَ في صخورٍ

وكيف يُجيبُ مَنْ تَحْتَ الصُّخور

يَنُحْنَ وما يَنُحْنَ شبيهَ ليلى

وينحرنَ الدموعَ على النحور

أبت رؤيا السرورِ عيونُ قومٍ

رأَوا ليلى تسيرُ على سرير

سأَبكي ما بكى القمريُّ بنتي

ببحرِ من دموعي بل بُحور

ألستُ أحقَّ أن أبكي عليها

إذا بكتِ الطيورُ على الطيور