ألم ترني أدنيت عمدا إلى رمسي

ألَمْ تَرَني أُدنِيتُ عمداً إِلى رَمْسي

وأُلْبِستُ أثوابَ الضنا أيَّما لُبْسِ

أروحُ كما أغدو كئيباً متيَّماً

من الضُرِّ والبلوى وأُضحى كما أُمسي

أأعرضَ سُؤلي حين قيلَ هَجَوْتُه

فيا ليتَهُ يَرْضَى وأَهجو له نفسي

فكيف أعيبُ البدرُ من غيرِ علَّةٍ

يُعابُ بها بل كيف أُزري على الشمس

أأهجو الذي لو كُلِّفَ الخُرسُ مَدْحَهُ

لما عَجَزَتْ عن مَدْحِه أَلْسُنُ الخُرْس

عدوتُ إِذن في الحبِّ قدري وَجُزْتُ في

هوائيه عن سُبْلِ البيانِ إلى اللَّبس

لقد فاق حُسْنَ الحور حُسنُ محمدٍ

فما ظَنُّكمْ يا قومُ بالجنِّ والإِنس

لئن ظلَّ عندي من صدودكَ مأتمٌ

لما زِلْتُ دهراً من وصالِكَ في عرس

تمنَّيتُ أني لا أعيشُ إلى غدٍ

حِذارَ الذي لاقيتُهُ منك بالأمس

بكى قلمي حُزْناً وكفّي كليهما

لما كتبا حتى لقد أبكيا طِرْسي