أما الرياض فعشقها عشق

أما الرياضُ فَعِشقُها عِشْقُ

لم يبقَ فيَّ لغيرها طُرْق

انظر إلى حِذقِ الربيعِ فما

إن كاد يعدلُ حِذقَه حذق

نُسَخُ الرياض أتتك تُقرأُ مِن

بُعدٍ كأن سطورها مَشْق

نُشِرَت على تلك الرُّبى حُلَلٌ

مما يحوكُ الرعدُ والبرق

قمصانُ خِيْرِيٍّ ملوّنةٌ

وغلائلٌ مِنْ سُوْسَنٍ زُرْق

ظلَّ البهارُ تُضيءُ أوْجُهُهُ

فيضيءُ منها الغربُ والشَّرْق

وتلألأتْ أحْداقُ نرجِسِه

لما جلا أحْداقَهُ الودق

أما ابتسامُ الأقحوانِ إذا

عايَنْتَهُ فكأنَّهُ حُقُّ

وكأن وردَ الباقلاءِ على

خُضْرِ الغصونِ حمائمٌ بُلْق

زَهْرُ الرياضِ إذا هي ابتسمتْ

تدعو فيسرعُ نحوها الخلق

فتظلُّ تنطقُ وهي ساكتةٌ

إنَّ الرياضَ سكوتُها نُطْق