أما الرياض فقد بدت ألوانها

أَما الرياضُ فقد بَدت ألوانها

صاغت فنون حُليّها أفنانُها

دقَّت معانيها ورقَّ نسيمها

وَبَدت محاسنُها وطابَ زمانها

نُظمت قلائدُ زهرها كجواهرٍ

نُظمت زمردها إلى عقيانها

هذا خُزَاماها وذا قيصومُها

هذي شقائقها وذا حوذانها

لو أن غدرانَ السحابِ تواصلتْ

سَحْاً إذاً لتواصلتْ غدرانها

تبكي عليها عينُ كلِّ سحابةٍ

ما إِنْ تملُّ من البكا أجفانها

منقادةٌ طوعَ الجنوب إذا بدت

فكأنها بِيَدِ الجنوب عنانها

واهاً لرافقةِ الجنوب مَحَلَّةً

حَسُنَتْ بها أنهارها وجنانها

يا بلدةً ما زال يعظمُ قدرُهَا

في كلِّ ناحية ويعظمُ شانها

أما الفراتُ فإنه ضحضاحها

أما الهنيّ فإنه بستانها

وكأن أيامَ الصِّبا أيامُها

وكأنَّ أزمانَ الهوى أزمانها

مهما نصدْ غزلانها يوماً فقد

ظلت تصيدُ قلوبَنا غزلانُها

حُثَّ الكؤوسَ فإن هذا وقتها

وَصِلِ الرياضِ فإنّ ذا إِبّانها