إِن كنت ما إن سمعت بي فاسمع

إِن كنتَ ما إِن سمعتَ بي فاسمعْ

شعريَ من شعر عنترٍ أَشجَعْ

يخاف شعري من لا يخافُ كما

يَجزَعُ منه من كان لا يجزَع

أنا الذي تُبَّعٌ يموتُ إِذا

ما صُلْتُ من صولتي ومَنْ تُبَّع

لو صِحْتُ بالَّليْثِ صيحةً لمضى

وَصَدْرُهُ من فؤادِهِ بَلْقَع

وكلُّ عاصٍ من البريّةِ لي

وحديَ منْ كلِّ طائعٍ أطْوَع

فيا كُرَيزيُّ كيف تَثْبُتْ يا

ريشةُ قُدَّامَ ريحيَ الزَّعْزَع

رُمتَ مَنِ الشَّوْكُ عنده فَنَكٌ

رُزْتَ مَنِ النبعُ عنده خِرْوَع

فاحصدْ بكفَّيكَ ما زرعتَ فما

تَحْصُدُ شيئاً سوى الذي تَزْرَع

إِن كنتَ فكَّرتَ في مقاومتي

فأنت لا شكَّ بعدها تُصْرَع

كم بينَ سيفٍ يفوقُ صاعقةً

وبين سيفٍ يفوقُه مِبضَع

دع ذا أبا هاشمٍ وهاتِ أجِب

في سرعةٍ فالمجيبُ مَن أَسْرَع

هل لك فيه ملزَّزٌ أصْلَعْ

أشبهُ شيءٍ بساعدِ الأقطَع

مقابَلٌ في الصِّفاتِ قالبُهُ

قالبُ رأسِ النعامةِ الأقْرَع

فيه ذراعٌ وما يزيدُ فإن

شككتَ فيما أقول قُمْ فاذرع

تقولُ لا قلت حين تلحظه

ذا شمعةٌ فقحتي له مشمع

لو يا أبا هاشمٍ ظفرتَ به

شبعت نيكاً وكيف لا تشبع

لو يا أبا هاشمٍ ظفرتَ به

صَنَعْتَ ما لا يحلُّ أنْ يُصْنَع

بهِ أبا هاشمٍ يظلُّ قفا

أيرِكَ في كلِّ ساعةٍ يُصْفَع

بهِ أبا هاشمٍ كذلك عَيْ

نُ استِكَ في كلِّ ساعةٍ تُقْلَع

ما لجِعِبَّاكَ ما لها جَمَعَتْ

ما لم تكنْ قطُّ جَعْبَةٌ تَجْمَع

قد وسَّعتْها الأيورُ فهيَ إذا

تقاسُ من كلِّ واسعٍ أوْسَع

كم نائكٍ قد حمدتَ موقعه

كلاكما واقفٌ على أرْبَع

مَن يَرَ من تحتِ ذاك يَقُلْ

كأنَّ ذا ساجدٌ وذا يَرْكَع

يا كلبُ يا قردُ يا أخَسَّ ويا

أنْذلَ مِنْ ذا وذا ويا أوضَع

رأيتَ طُرقَ الهجاءِ ضَيِّقَةً

فَعُذتَ منها بالأوسَع الأوسع

وكان سهلاً عليك قذفيَ إِيّ

اك بما قد قَذفْتُ أو أبشَع

قل فيَّ ما فيك حينَ يُعجِزكَ ال

قولُ ففي بعضِ ذاك مُستَمْتَع

قالوا الكُرَيزيُّ قد هجاك قد اس

تقتلَ للهجوِ بل قد استَصفَع

ذو أُبنةٍ أطْمَعَتْهُ أُبنَتُهُ

في مَطمَعٍ ليس فيه مِنْ مَطمَع

أَجُرْأةً هكذا عليكَ ولو

طرتَ به في الهجوع لم يَهجَع

فانفخهُ حتى يطيرَ من حَلَبٍ

فإنّ في نفخةٍ له مَقنَع