بكر فإن الشتاء قد بكر

بكِّرْ فإن الشتاءَ قد بكَّرْ

ما قَصَّرَتْ سُحْبُهُ ولا قَصَّرْ

حَثَّتْ سُقاهُ الغَمامِ أكؤُسَها

فالأَرضُ سَكرَى وكيفَ لا تَسكَر

طَوَتْ رُباها غبارَها فَصَفَا ال

جوُّ وقد كان وجهُهُ أَغْبَر

غِيثَتْ فَسُرَّتْ وسُرَّ ساكنُها

واستبشرتْ بالغيوثِ واستبشَر

ذا خضرُ الصَّعْتَرِيِّ مُنْصَرِفٌ

عنه وهذا الحَماحِمُ الأحمر

مُسْتَخْلَفٌ منه في مجالسنا ال

نّمامُ والمرزَجُوشُ مُسْتُورْزَر

وناعمٌ من بنفسجٍ نَعِمَتْ

نفسي به في المشمِّ والمنظر

ونرجس مُضْعَف تضاعَف في

ه الحسنُ في أبيضٍ وفي أصفر

كأَنَّ من جوهرٍ تُنُوسِخَ أو

كأَنَّ منه تُنُوسِخَ الجوهر

الدرُّ والتبرُ فيه قد خُلطا

للعينِ والمسكُ فيه والعنبر

وهاتِ أُتْرَجّنا الكبارَ فَمَنْ

عايَنَهُ من معاينٍ كَبَّر

وهاتِ تُفّاحنا الذي هُوَ مِنْ

عطرِ ذوي العطرِ كلِّهم أعطر

مُلَمَّعٌ فهو أبيضٌ أحْمَرْ

كما تراهُ وأصْفَرٌ أَخْضَر

فالحمدُ للّهِ حَمْدَ مبتهِجٍ

بما قضاهُ عليه أو قَدَّر

لئن مضى الصيفُ وهو يُشْكَرُ فالش

تاءُ أيضاً في فِعْلِهِ يُشْكَر