سر ناشدا يا أيها السائر

سرْ ناشداً يا أيّها السائرُ

ما حار مَنْ مَقْصِدُه الحائرُ

ما حار مَن زار إِمامَ الهدى

خيرَ مزورٍ زاره الزّائر

من جَدُّهُ أطهرُ جدٍّ وَمَنْ

أَبوه لا شكَّ الابُ الطاهر

مُقَاسِمُ النارِ له المسلمُ ال

مؤمنُ منَّا ولها الكافر

دان بدينِ الحقِّ طفلاً وما

إِنْ دانَ لا بادٍ ولا حاضر

الواردُ الكهفَ على فتيةٍ

لا واردٌ منهم ولا صادر

حتى إِذا سلَّم ردُّوا وفي

ردهمُ ما يُخْبِرُ الخابر

أَذكرُ شجوي ببني هاشمٍ

شجوي الذي يَشْجَى به الذاكرُ

أَذْكُرُهُمْ ما ضحكَ الروضُ أو

ما ناحَ فيه وبكى الطائر

مُساهِري وَجْدي بما نابهم

لا نامَ عنهم وجديَ الساهر

يومُ الحسينِ ابتزَّ صبري فما

منِّيَ لا صبرٌ ولا الصابر

لهفي على مولايَ مُسْتَنصراً

غُيِّبَ عن نَصْرَتِهِ الناصر

ظمآن والمهرُ به ما به

لا يبعدُ المهرُ ولا الماهرُ

حتى إِذا دار بما ساءنا

على الحسينِ القَدَرُ الدائر

خرَّ يُضاهي قمراً زاهراً

وأين منهُ القمرُ الزاهر

وأمُّ كلثومٍ ونسوانُها

بمنظرٍ يُكْبِرُهُ الناظر

يسابقُ الطِرفَ إليها وقد

أنحى على منحره الناحر

والدمعُ من مقلتها قاطرٌ

والدمُ من أَوداجِهِ قاطر

يا مَنْ هُوَ الصفوةُ من هاشمٍ

يعرفُها الأولُ والآخرُ

ذا الشاعر الضبيُّ يَلْقَى بكم

ما ليسَ يَلْقَى بكمُ شاعرُ