شرقت مدامعه بفيض دموعه

شَرقَتْ مدامعُهُ بفَيضِ دُموعه

إذ ضاقَ ذرْعاً في الهوى بخضوعِهِ

ما زال يذرفُ دمعَه في خدِّهِ

حتى تَخدَّدَ خدُّهُ بنجيعه

أَلِفَ السُّهادَ فما يلائمُ مضجعاً

مذ حيل بين جفونِه وهجوعِه

لله ما صنعَ الهوى بمتَيَّمٍ

زفراتُه تَسْتَنُّ بين ضلوعِه

لا تسمعي قَولَ الوُشاةِ فإِنَّه

لم تُصغِ لي أُذُنٌ إلى مَسموعِه

فلقد أطلعتِ الهجرَ فيَّ تعمّداً

علماً بأني فيك غير مُطيعِه

فحمدتُ يومَ البين سرَّ فَعالِه

وذممتُ يومَ الوصل حُسنَ صنيعه

تُدني النصيفَ على أغرَّ كأنه

بدر السماءِ أنارَ عندَ طلوعه

وترى لها في الخدِّ ورداً كلَّما

أَبدته ملَّ الدهرُ وَردَ ربيعه