غرد في غصنه الهزار

غَرَّدَ في غُصْنِهِ الهزارُ

واختالَ في رَوْضِهِ البَهارُ

واستوتِ الدورُ والصحاري

لمّا استوى الليلُ والنهار

وعاد عُوْدُ العُقارِ رطباً

فاليومَ طابتْ لنا العقار

آخذها لا أخاف فيها

عاراً وهل في العقار عار

لؤلؤةٌ حَشْوُها عقيقٌ

من فوقها لؤلؤٌ صغار

قرارُ كأسي أبو نواسٍ

للكأسِ في كفِّهِ قَرار

نادمتُ منه نديمَ صدقٍ

شيمتُهُ السَّمتُ والوقار

طُنبورُهُ ما عليه زيرٌ

وزقه ليس فيه قار

يلهو بعذراء قي ندامي

ما فيهمُ مَنْ له عِذار

أمثلةٌ في الزجاجِ منه

حواجبُ القومِ والطِّرار

منهُ أكاليلهُمْ ومنه

تلك الدراريعُ والصِّدار

وبينهمْ كلُّ ما هوينا

مما حوى البرُّ والبحار

فالليثُ والظبيُ حيثُ حلُّوا

والحوتُ والضبُّ حيث ساروا

هاذاك بازٍ وذاك صقرٌ

وتلك صَعْوٌ وذا هَزَار

لم يألُ خُرّاطُهُنَّ حِذْقاً

ما فيه أمْرٌ ولا ائْتِمَار

كم قد غبرنا كذا زماناً

ما إنْ على وجههِ غُبار