قفا متأملين ولا تجوزا

قفا مُتَأمِّلَيْنِ ولا تجوزا

نُحَيِّ التلَّ تلَّ بني قفيزا

وإن حاولتما فوزاً فَطُوفا

على جَنَباتِ بِرْكَتِهِ تَفُوزا

فقد أبدتْ ذخائرَها رُباهُ

وأَظهرتِ الرياضُ بها الكنوزا

وخاطَ التَّرْبَسُونُ له قميصاً

تراهُ فلا ترى فيه دُرُوزا

تُوَاجِهُهُ مروجٌ مونِقاتٌ

تخالُ بها إِذا افْتُرشَتْ خُزوزا

فحوزا راشِدَيْنِ ذمامَ ودّي

فمثلُ ذمامِ وُدِّي لن تحوزا

بكيزانٍ تغيرُ على دنانٍ

فتحرزُ نَهْبَها كوزاً فكوزا

بإِبنةِ كرمةٍ مهما جلاها

لنا الساقي جلا بكراً عجوزا

أقيما القطرميزَ مقام رطلٍ

فقد صيّرتُ رطلي قطرميزا

أَرَيْحانُ الربيعِ وليس راحٌ

فيا لكِ قسمةً في الدهرِ ضيزى

بلى إن عاز خلِّ أَرْيَحِيٌّ

فحقُ الراحِ أيضاً أن تعوزا

هي الأَخلاقُ من بيضٍ وسودٍ

كما عاينتما عاجاً وشيزى

فلا يَغْرُرْكُما مَلَقُ المداجِي

ولكنْ جَرِّبا أبداً وروزا

فَصَدْعُ الرمحِ ثاوٍ فيه باقٍ

وإن عاليته عَقَباً وتُوزا

ولوذا بالقناعةِ إِنَّ فيها

بماءِ وجوهِنا حِرْزاً حريزا

نَعِشْ من دهرِنا عيشاً كريماً

فإِن متنا نَمُتْ موتاً عزيزا

إذا أنا لم أَحزْ رأياً سديداً

أصولُ به ولا قولاً وجيزا

ولم يسترعِ صرفُ الدهر مني

جُرازاً حين يَسْتَرْعِي جروزا

فما أنا في مجاز القول إلا

مُحَالٌ لا أُصيبُ له مُجيزا

سأَبرزُ وَجْهَ صبري للّيالي

وهل يتَجنَّبُ الصبحُ البروزا

وأَلْتَحِفُ الهواجرَ مستهيناً

بآمالي وأَنْتَعِلُ الحزيزا

ولا أَرِدُ البحارَ على امتهانٍ

وأمتصُّ الثِّمادَ أَوِ النُّزوزا

فلم يظأرْ على خسفٍ كريمٌ

فتأبى نفسُه إلا نُشُوزا