لا زلت تفدي نفسك الأنفس

لا زلتَ تَفْدي نفسَكَ الأنْفُسُ

وتتَّقي اسعُدَكَ الأنْحُسُ

فُصِدْتَ والأيّامُ مُبْيَضَّةٌ

يَبْيَضُّ من مُبْيَضِّها الحِنْدِس

والأرضُ ضربانِ فذا مقمرٌ

إذا اجتليناهُ وذا مُشْمِس

فلا وَنَتْ نُعماكَ مُخْضَرَّةً

يَحْسُدُها في الخُضْرَةِ السُّندُس

أَفديكَ من مكتسبٍ كاتبٍ

النارُ من هاجِسِهِ تُقْبَس

لما رآني غاب شخصي لَدُنْ

أبدَتْ له أشخاصَها الأكْؤس

ما راعَني إلا مناجاتُهُ

كما يُناجي المؤنِسَ المؤنِسُ

إِذا حضرنا غبتَ أو إِن تَغِبْ

جيتَ فنحنُ الوردُ والنرجس

لم يُجْمَعا للعينِ في روضةٍ

قطُّ ولم يحوِهما مَجْلِس

فقلتُ لو أَنَّ الليالي التي

أَصْحَبُها تُوفي كما تَبْخَس

إذاً لكنَّا السَّرورَ والآسَ لا

نخلُو ولا يخلو لنا مَجْلِس