لا غرو أن جار الزمان وحافا

لا غروَ أن جارَ الزمانُ وحافا

وألمَّ حادثُهُ بكمْ وأطافا

مَن أصبحتْ أيدي الخطوبِ تنالُه

لم ينجُ من أيدي الخطوب كِفافا

ومتى يَزن ثِقلَ الرزايا إِمرؤٌ

ينؤ بهنَّ بلاؤهُنَّ خِفافا

إن تُفجَعوا أخرى الزمان بألفكمْ

فهي المنايا تفجعُ الألاَّفا

أحسنُ لم يُنصِفْ محاسِنَكَ البِلى

إن البِلى لا يُحسِنُ الإِنصافا

كم خائفٍ طولَ السقامِ عليك قد

ألقتْ مخافتُهُ إلى ما خافا

ما كنتَ إلا الغُصنَ أقبلَ مُورقاً

غضّاً وأسرع بعد ذاك جَفافا

إن يحوِ ذاك الشخصَ أطباقُ الثَّرى

فلقد حَوَتْ منه تقىً وعفافا

يا طَوْدَ عِلْمٍ ضُعْضِعَتْ أركانُهُ

لما تطاولَ شامخاً وأنافا

صبراً بني سلمون صبراً إِنها

دُوَلُ الزمانِ فَمُبْتلىً ومعافى

إنَّ المنايا كيف عارضَتِ الورى

وَجَدَتْهُمُ لسهامها أَهدافا

بل لو تجافتْ حادثاتُ الدهر عن

قومٍ لكانتٍ عنكمُ تتجافى