لم أترك العمر غير معمور

لم أَتْرُكِ العُمْرَ غيرَ مَعْمورِ

ولم أَحِرْ عن مودَّةِ الحور

لكنّني أحذرُ الوشاةَ فلا

وقاهمُ اللهُ كلَّ مَحْذُور

فمن رآني فقد رأَى رجلاً

حليفَ وصلٍ في زيِّ مهجور

وروضةٍ ما يزالُ يَبْتَسِمُ الن

وَّارُ فيها بتسامَ مسرور

شقَّ عليها الشقيقُ أرديةً

ينثرُ فيها ألوانَ مثور

كأنما أَوْجُهُ البَهارِ بها

وقد بدتْ أَوْجُهُ الدنانير

عاج بنا نحوها الخُمارُ وما

إِن زالَ ذا دأبَ كلِّ مخمور

لدى رياضٍ تحفُّها شَجرٌ

أَوْفَتْ ذُراها على المقاصير

يصطخبُ الطيرُ في جوانبها

عند اصطخابِ الناياتِ والزير

ثم اجتلينا عذراءَ تحسِرُ عن

جسمِ عقيقٍ في ثوبِ بَلُّور

مصونةً في الدنانِ زيَّنها

لونُ خَلوقٍ وَنَشْرُ كافور

تُجْلَى جلاءَ العروسِ في قَدحٍ

من فضةٍ حُفَّ بالتَّصاوير

بكفِّ ساقٍ يظلُّ يسعى على الشَّ

ربِ بوحهٍ قد صيغ من نُور

يكادُ ينقدُّ قدُّه قِصَفاً

كَغُصْنِ بانٍ ريَّانَ ممطور

يأسِرُ ألبابَهُمْ بمقلتِهِ

فالقومُ من آسرٍ ومأسور

ما طُلَّ دمعي على الطلولِ ولا

دُرْتُ بصحبي يوماً على الطُّور

وسابريِّ الجمالِ أحسنَ ما

رأيتُ من أَصلِ نَسْلِ سابور

يَعْذِرني الناسُ في محبّته

ولستُ في غيرِه بمعذور

غنّى بشعرِ المعوَجِّ من طَرَبٍ

غناءَ صبِّ الفؤادِ مضرور

مَرُّوا فَدَعْ دارَهم على المُوْرِ

وخلِّ للعِيْرِ ما على العيرِ