ما أراني إلا اتهمت اشتياقي

ما أراني إلا اتهمتُ اشتياقي

فأردتُ امتحانه بالفراق

وقديماً أبانَ هذا التنائي

فَضلَ ما بينه وبين التلاقي

أيّهذا الأستاذُ لولا انطلاقي

عنك لم أدرِ كيف قَدرُ انطلاقي

ذقتُ طعم النُّعمى التي سَلَفَت من

ك فألفيتُهُ كريهَ المذاق

جدولٌ سُدَّ عنه بَحرُ المعالي

وقضيبٌ إِجتُثَّ من خير ساق

كنت في فيئك الكنيفِ فمالت

بيَ عنه خُلوقَهُ الأخلاق

أبن بي عن جنابكَ الزاهرِ الرو

ضِ وعن ظلِّك المديد الرّواق

حيثُ سُرْجُ العلوم ذات اتقادٍ

وعزالي الآداب ذات اندفاق

وسلاتٌ من البشاشةِ تجري

من أُناسٍ مجاريَ الأرزاق

لو تأملتني وآفاقُ ذكرا

ك أمامي في سائر الآفاق

ودموعي من الأسى في انسكابٍ

وضلوعي من الجوى في احتراق

وانقباضي عن الثقاتِ كأني

موثّقُ القلب دونهم في وَثاق

لرأيت الصفاءَ غضّاً جديداً

ووجدت الوفاءَ حيّاً باقي