نزعت عن المودة والتصافي

نزعتَ عن المودة والتصافي
ومِلتَ إلى القطيعة والخِلافِ
وأوطأك العَشا ذو الجهل حتى
لكاد يَحُلُّ عقدَ الإئتلاف
أعرضي للذي ترميه ضاحٍ
وعرضُ سوايَ في ذمَمِ الغلاف
فهل أخلَلْتُ بعدكَ بالمعالي
أم استعجمتُ عن نظم القوافي
ثنائي عن عتابِكَ في أمور
حذارُ تعجرُفٍ بك أو تجافي
وكم من صعدةٍ ذاتِ اعوجاجٍ
أقام كعوبها غَمْزُ الثقاف
ولي خُلُقانِ ذا أرْيٌ مَشُورٌ
وذا في هيئة السّمِ الذُّعاف
جديرٌ إن أُجازيَ كل قومٍ
بما اجترموا إِليَّ وأن أُكافي
إليكَ فكم فتىً قد رام ثلبي
فأضحى وهو يَرضى بالكفاف
فلا تجمع إلى الحَلْفاءِ ناراً
فإن النارَ تُسرعُ في الحلافي
بعثتُ إلى دعيِّ عقيلَ هَجْواً
يُشَبّه وَقْعُهُ وَقْعَ الأشافي
فلم تُبْقِ القصائدُ منه إلا
كما أَبْقَتْ من التُّرْبِ السوافي
أبنْ لي كيفَ ينهضُ ذو جناحٍ
وَهَتْ منه القوادمُ والخوافي
علامَ وفيمَ أُصفي الودَّ جهلاً
أُناساً وُدُّهُمْ ليَ غيرُ صافي
وما ضرَّ البحارَ إذا علاها
قذى زَبَدٍ على الحافاتِ طافي
ومن قاس الرؤوس إلى الذُّنَابَى
فقد قاس السيولَ إلى النطاف
متى تكُ ذا انحرافٍ عن وصالي
تَجِدْني عن وصالِكَ ذا انحراف
وَمَنْ هذا الذي يجفو خليلاً
فلا يَلْقَى الخليلَ له بِجَاف
- Advertisement -