هوى ضقت به ذرعا

هوىً ضقتُ به ذرعاً

وذكرٌ هاجَ لي ذكرا

وضرٌّ كلما قلتُ

تَقَضَّى زادني ضُرَّا

سقى القطرُ ربىً ما زل

ت أَستسقي لها القَطْرَا

تصبرتُ ولكنْ لم

أجِدْ عن حَلَبٍ صبرا

فما أسلو بغادينَ

ولا أملُّ بأصفرا

ولا أمنح بابليَّ

ولا العافيةَ الهجرا

بنفسي قصرُ بطياسٍ

وما قد جاورَ القصرا

إلى أعلى قويقٍ حي

ث يلقى نَهْرُهُ نهرا

ربىً أشْبَهْنَ في منظ

رهنَّ المرجَ والعُمْرا

وروضٌ يَلْبَسُ الوشي

إذا ما لَبِسَ الزهرا

يريك الحمر والصفر

تباهي الحمرَ والصُّفرا

شقيقٌ يخطفُ الأَبصا

ر من صُغْرَى ومنْ كبرى

دمىً يَقْنِصْنُ بالأَلحا

ظِ منها البكر والبكرا

بَدَتْ في حُلَلٍ خُضْرٍ

تفوقُ الحللَ الخُضْرا

ترى نرجسةً ترنو

إلى نحوِ أختها شَزْرا

ووردٌ نثرَ الطلُّ

عليه دُرَّهُ نَثْرا

إِذا ما الأقحوانُ افت

رَّ عنه خلتَهُ ثَغْرا

إذا مالتْ بها الريحُ

فأدنتها من الأخرى

حسبنا أنها أصغت

لكي تُودِعَها سِرّا

ومما يسحرُ الصبَّ

وإن لم يحسنِ السحرا

بهارٌ ما رآه التب

رُ إلا أَخجلَ التبرا

غريباتٌ من النَّوْرِ

تفوقُ البدوُ والحضرا

وما تلك أبا بكرٍ

وإن جاوزتِ القدرا

بأحلى منكَ في القلبِ

ولا أبهى ولا أسرى

فإن أبدلتني بالسَّهْ

لِ من أخلاقِكَ الوعرا

وعاد الحلوُ من وُدِّ

ك لي فيما مضى مُرَّا

إذا ما زِدْتُكَ الآنَ

وفاءً زِدْتَني غدرا

فما تسمعُ لي قولاً

ولا تقبلُ لي عُذْرا

كأني إِذ أُناجيك

أُناجي طَلَلاً قَفْرا

وكم لي من أخٍ إن جئ

تُ مشياً جاءني حُضْرا

وإن أُول جميلاً مً

رَّةً يُولِ بهِ عَشْرا

وما لي فيك إلا الصب

رُ ساءَ الدهرُ أو سرَّا

لعل اللهَ أن يجع

لَ بعد العُسْرِ لي يُسْرا

على أَنِّيَ ما أزج

رُ عنك الحمدَ والشكرا

ونشري نَشْرَ أخلاقِ

كَ ما اسطعتُ له نَشْرا