يا جبانا على الصدود تجرا

يا جباناً على الصُّدودِ تجرّا

ساءَني طَرْفُكَ السَّقيمُ وَسَرَّا

حَسَنٌ أَنْ أكونَ أزدادُ ذُلاًّ

كلَّ يومٍ وأنتَ تزدادُ كِبْرا

ما أمرَّ الهوى إذا كان حلْواً

عند مثلي فكيف إِنْ كان مُرّا

بأَبي من لو أنني ذُبْتُ ضُرَّاً

فيه ما قلت إِنني ذبتُ ضُرَّا

مَنْ له الجلّنارُ أصبح خداً

وله الأقحوانُ أصبحَ ثَغْرا

طُرَّةٌ قد يخالُها اللَّيْلُ ليلاً

وجبينٌ يخالُهُ الفجرُ فجرا

أكحلٌ طَرْفُهُ وما مَسَّ كُحْلاً

عَطِرٌ جَيْبُهُ وما مسَّ عِطرا

جاذبَ الخصرَ ردفُهُ إِنَّ مِنْ أَحْ

سنِ شيءٍ ردفٌ يُجاذِبُ خصرا

فهو يُخفي تحتَ الغلائلِ غُصناً

وهو يُبدي فوقَ الغلائلِ بدرا

لَبِقٌ في الرّداءِ يرفعُ شَطْراً

حين يمشي به ويسحبُ شطرا

فاتكُ الزِيِّ قد لوى فَرْدَ كُمٍّ

فإذا مرَّ مَرَّ يخطرُ خَطْرا

قائلٌ لي وقد قبضتُ عليه

أتشكَّى إليه سرّاً وجهرا

خلِّ عني تراك لم تَرَ أضحى

حين أحببتني ولم تَرَ فِطرا

كنتَ غراً لما أتيتَ مغذّاً

لخداعي كأنني كنتُ غِرا

لم تلاحظْ هذا السنانَ بكفِّي

والمنايا منه يُلاحِظْنَ شَزْرَا

ذاك ظبيٌ رُبِّي ببابِ الرَّوابي

من أجلِّ الظباءِ عنديّ قدرا

رِقَّةُ الرَّقَّتَيْنِ فيه وَظَرْفُ الر

افِقِيّين منه يَقْطُرُ قَطْرا

طافَ هذا الجمالٌ في الخلقِ حتى

حين صار الجمالُ فيه استقرَّا