يا رب خرق لم يكن مأنوسا

يا ربَّ خَرْقٍ لم يكنْ مأنوسا

زُرْناهُ لا نَبْغي به تَعْريسا

بأجدلٍ تخالُهٌ عِتْريسا

ذي مِنْسَرٍ يختطفُ النفوسا

أشغى تى في رائه تقويسا

له مخاليبُ بُرِينَ شوسا

مطرورةً قد مُلِّستْ تمليسا

أُلْبِسَ بُرْداً لم يكن ملبوسا

لا مُنْهجَ النسجِ ولا لبيسا

بَسْطَ الذُّنابى يُخجلُ الطاووسا

لهُ جناحانِ إذا ما قيسا

يباشرانِ الأرضَ أن تَميسا

قد أُحكما في كتَدٍ تأسيسا

أَلبستُهُ خَلْخالَهُ المدسوسا

تحسبُه من حُسنِه عروسا

تلقى الحُبارياتُ منه بُوسا

لا ليّنَ الجأشِ ولا عُطْبوسا

مقابلاً في حُسنِهِ قُدمُوسا

غرثان مما لم يَزَلْ محبوسا

تخاله من هَوَجٍ مسلوسا

ملاحكاً مسحنككاً عبوساً

فبينما نخترقُ الوعوسا

آنسَ شيئاً لم يكنْ أنيسا

حُبارياتٍ تُشْبِهُ القُسوسا

فعاثَ فيها يطمسُ الرؤوسا

فلو تراها أَجْفَلَتْ كردوسا

قلتَ رِعاثٌ آنستْ هميسا

حتى إذا أحمى لها الوطيسا

نَكَّسَها في حَوْمَةٍ تنكيسا

فِعْلَ الخميسِ فَضْفَضَ الخميسا

رأى سعوداً ورأت نُحوسا

يلتهمُ الرئيسَ والرئيسا

حتى يظلَّ واغماً مَفْروسا

غادر منها بعضَها مندوسا

وبعضها في دمه مغموسا

ترى حنيذاً بعضها مخلوسا

لقد قرى صحبي قِرىً نفيسا

فأصبحوا يُسْقَوْنَ خندريسا

ما رحلوا يوماً هناكَ عيسا