يا روضة صاغ لها

يا روضةً صاغ لها

حُلِيَّها الأشراطُ

خيطتْ عليها حُللٌ

ما خاطها خيَّاط

فبعضُها مَطارفٌ

وبَعْصُها أَنماط

كأنما غُدرانُها

من حولها رِياط

الوحشُ في أرجائها

قبائلٌ أَخلاط

وافت كما وافت غدا

ةَ عيدها الأنباط

أو كرجالِ فارسٍ

ضمَّهمُ ساباط

قَناطرٌ من سَبَجٍ

أَحكمه الخرَّاط

ومتَّقٍ بمئبَرٍ

كأنَّه خيَّاط

غادَيتُها ولم يُقِم

أَعلامَهُ الغَطاط

بأكلبٍ لو لم تَطِر

أَطارَها النَّشَاط

في ساعةٍ لأدمُع ال

حُزن بها انحِطاطُ

تُمَدُّ طوراً سُجفَها

وتارةً تُماط

فجئنَ والطلُّ على

آذانها أَقراط

قد نَحِفت أوساطُها

فما لها أوساط

تضحك عن مثل المُدى

فضحكها اختلاط

حتى إذا انشقَّ لها

من فجرها سراط

وكادت الشمسُ بأط

رافِ الدُّجى تُناط

انبسطت كالشهب لا

يُعجِزها انبساط

كأنما الأكفُّ في

رؤوسها أمشاط

كأنما تَقتتل ال

أرجلُ والآباط

فطفقتْ والوحشُ في

مجالها بساط

هذا لذا عقالٌ

وذا لذا رباط

نِيطَتْ بها داهيةٌ

مَسكنها النِّياط

صرْعى تُشَقُّ قُمْصُها

عَنْها ولا تُخاط