يا من تعيرني بأني شاعر عيرتني

يا مَن تعيِّرني بأني شاعرٌ

عيّرتِني بمكارم الأخلاق

لا تَعجلي وذري الملام سفاهةً

فالشعرُ أحسنُ زينةِ العشاق

أوما علمت بأنَّ فيه فضائلاً

أُنسُ الوحيد وراحةُ المشتاق

وبلاغةٌ تجلو العقولَ وحكمةٌ

ما إن تزالُ تُبَثُّ في الآفاق

لو لم يكن في الشعر إلا أنه

في مدح وصلٍ أو هجاءِ فراق

أو وصفِ وجهٍ مثلِ وَجْهِكِ لم يزلْ

أبداً يفوقُ الشمسَ بالإِشراق

أو نعتِ نَدْمانٍ يَظَلُّ بمجلسٍ

لا بالملولِ له ولا المذَّاق

أو رَجْع عودٍ يستبيك برجعه

والراحُ بارزةٌ بكفِّ الساقي

وكفاك أنَّ الشعرَ فيه غرائبٌ

ما إنْ تزالُ قلائدُ الأعناق

وبه يُعَزَّى كلَّ يومِ تفرُّقٍ

وبه يُهنَّا كلَّ يومِ تلاقي