جد لي بها للشرخ من نشابها

جُدْ لي بها للشَّرخِ من نُشَّابِها

لم تَشْرَبِ السِّنُّ قُوى شَرابِها

فهيَ خِلافُ الرّاحِ وانتسابُها

في قِدَمِ العُمرِ إلى أحقابِها

دَخِينةٌ والثلجُ من تُرابِها

خضرٌ جرَى الإفرندُ في أثوابِها

فاسودَّتِ الأطواقُ في رِقابِها

تفوحُ ريَّا المِسكِ في قِرابِها

ومِسكُها الفائحُ من شَرَابِها

إذا السيوفُ انحَزْنَ عن أثوابِها

حيثُ صريعُ الرَّاحِ أو يَحيا بها

وأعقَبَته البِرَّ من عِقابِها

فهي شِفاءُ النفسِ من أوصابِها

وَكَرْبةِ المخمورِ والتهابِها

يغنَي بها الساقي الذي يُعْنى بها

حُجْبُها في الظِّلِّ من حِجابها

وعَقَدَ الآسَ على قِبابها

وصانَها عن ذامِها وعابِها

وقامَ يجلوها على خُطَّابها

كأنما في الرَّحْبِ من رِحابها

لطائماً تنفَحُ في عِيابِها

فالصائمُ القائمُ من أصحابِها

وشاربُ الخمرةِ من شُرّابِها