قد أغتدي نشوان من خمر الكرى

قد أغتدي نشوانَ من خَمرِ الكَرى

أسحبُ بُردَيَّ على بُردِ الثَّرى

والصُّبحُ حَمْلٌ بينَ أحشاءِ الدُّجى

والرِّيحُ كالرَّاحِ نأى عنها القَذَى

يَنُمُّ ريَّاها على زَهْرِ الرُّبى

بذاتِ أحداقٍ تَرى ما لا يُرى

مُلاءَةٍ ما نُسِجَتْ لُترتَدى

تُرِيكَ ضُعفاً ظاهراً وهو قُوى

وجدَّةٍ تحسُبِها العينُ بِلى

غبراءَ كَالدِّرْعِ تغشَّاها الصَّدا

تَعومُ في أبيضَ كالآلِ صَفا

ترسُبُ في أحشائِه صفرُ الحَشا

فتعتلي منه بأحشاءِ مِلا

تضحكُ عن مثلِ صغيراتِ المِدى

تعلو إذا انحطَّت ببيضٍ كالدُمى

أو عن نَقيِّ البطنِ مَوشيِّ القَرى

كأنها عِقدُ لآلٍ قد وَهَى

يومضُ فيها كالحُسامِ المُنتضَى

لم يدرِ لمّا قصُرَت عنها الخُطى

أَظَلَّه منها رِداءٌ أَم رَدى

فذلك اللذاتُ لا صيدَ الطَّلا

يجري على آثاره الطِّرفُ الوأَى

حتى يُرَى عنه كليلاً قد ونى