كان جليدا فخانه جلده

كانَ جَليداً فخانَه جَلَدُهْ
وعادَه بعدَ هِمَّةٍ كَمدُهْ
وأطلقَ الشَّوقُ أَسْرَ عَبرَتِه
وهو أسيرُ الفؤادِ مُضطَهَدُه
أَدَمْعُ ذاكَ الغزالِ فاضَ على ال
خدَّيْنِ أَم عِقْدُهُ وَهَتْ عُقَدُه
قامَ يُريدُ الوَداعَ كالغُصُنِ الرْ
يَّانِ يَثني قُوامَه غَيَدُه
وذو الهَوى غَضَّةٌ صَبابَتُه
يُكابدُ الشَّوقَ طِبُّهُ كَبِدُه
كم بينَ تلك السُّجوفِ من مُقَلٍ
تَبْذُلُ من دَمعِها الذي تَجدُه
ومستعيرِ النُّضارِ من رَشإِ
لم يُخْطِهِ لحظُه ولا جَيَدُه
لا يرتجي الصَّبُّ بَرْدَ غُلَّتِه
ما ضَنَّ عنه بريقِه بَرَدُه
غدا ابنُ فهدٍ والمجدُ شيمَتُه
والجودُ والمجدُ لهوُه وَدَدُه
فتىً فَتى السَّماحِ مُكتَهِلُ ال
حِلْمِ ذَكيُّ الفُؤادِ مُتَّقِدُه
ومُسرِفُ الجُودِ حينَ يَقتَصِدُ ال
غَيْثُ رَفيقُ الفَعالِ مُقتَصِدُه
كم من صباحٍ سَناهُ عَزْمَتُه
ومن أيادٍ سِماتُهنَّ يَدُه
مناقبٌ يَنطوي الحَسودُ لها
على جَوىً أو يُميتُه حَسَدُه
جَرى فبَذَّ المُلوكَ حينَ جَرى
وفاتَ أقصَى مَداهُمُ أَمَدُه
وكيفَ يَرجو لَحاقَه مَلِكٌ
يَضيقُ عن رَحْبِ صَدْرِهِ بَلَدُه
رَبْعٌ كأنَّ الرَّبيعَ ألبَسَه
غَرائبَ النَّوْرِ يانعاً خَضَدُه
ومَنهَلٌ راقَ وِردُه فغَدا
يَطرُدُ عنَّا الإعْدامَ مُطَّرَدُه
وصارمٌ لم يَشِمْه ذو زَرَدٍ
إلا تَفرَّى عن حَدِّهِ زَرَدُه
إذا ارتدى مُهجةَ الكَميِّ غَدا
مُضرَّجاً من جِسادِهِ جَسَدُه
يَعضُدُ قَرْماً تَقِلُّه يَدُه
طَوْراً وطَوْراً يَكُنُّه عَضُدُه
يَلقَى المَنايا مَنْ راحَ يوعده
حَتماً ويَلقى النَّجاحَ مَنْ بَعِدُه
صَنيعُه سائرٌ يلوحُ وهل
يَخْفى صَنيعٌ مدائحي بُرُدُه
وَقفٌ علينا الثَّناءُ ما اطَّرَدَتْ
حُسْناً معانيه واستوى أَوَدُه
وكلَّما أخلَقَتْ بدائِعُهُ
جاءَتْ إليه مُجِدَّةً جُدُدُه
- Advertisement -