كشف الصباح قناعه فتألقا

كَشَفَ الصَّباحُ قِناعَهُ فتألَّقا

وسَطا على اللَّيلِ البَهيمِ فأشرَقا

وعَلا فنُشِّرَ بالصَّباحِ مُوَشَّحٌ

بالوَشْيِ تُوِّجَ بالعَقيقِ وطُوِّقا

مُرْخٍ فُضولَ التَّاجِ في لَبَّاتِه

ومُشَمِّرٌ وَشْياً عليه مُنَمَّقا

فاشرَبْ على طيبِ الزَّمانِ وحُسْنِه

كأساً تَزيدُكَ لوعةً وتَشوُّقا

يُضحْي السرورُ بها مَليكاً مُطلَقاً

والهَمُّ في يَدِها أسيراً مُوثَقا

أَهدَتْ إليك المِسْكَ من أنفاسِها

طُرُقاً تَروقُ الطَّرْفَ حُسْناً رَيِّقا

وحَدائِقٍ ضَرَبَتْ ضُروبُ جَمالِها

سوراً عليك من اللَّذاذَةِ مُحدِقا

ومُدامَةٍ رَقَّتْ فخِلْتُ حَبابَها

دَمْعاً على وَرْدِ الخُدودِ تَرقرَقا

ورَقيقِ ألحاظِ الجُفونِ إذا رَنا

منعَ الجَوَى في القلبِ أن يترَفَّقا

وأغَرَّ يُكبرُه النَّديمُ جَلالةً

حتَّى يَغُضَّ له الجفونَ ويُطرِقا

مَلِكٌ إذا لاحَتْ مَحاسِنُ وَجْهِه

في الغربِ خِلْنا الغربَ منه مَشرِقا

أَعليُّ آثَرْتَ العُلى فتجمَّعَتْ

وَأَهَنْتَ مالَكَ بالنَّدى فتَفَرَّقا

فاخضِبْ يمينكَ بالمُدامِ فطالَما

خَضَبَتْ أنامِلُها السِّنانَ الأزْرَقا

وَكِلِ الهُمومَ إلى الحَسودِ فحسبُه

أن يَقطَعَ اللَّيلَ التَّمامَ تأرُّقا

فَضْلُ الفتى يُغري الحسودَ بِسَبِّه

فالعُودُ لولا طيبُه ما أُحْرِقا