كيف خلاصي من العراق وقد

كيفَ خَلاصي من العِراقِ وقد

آثرتُ فيها مَعادِنَ الكَرَمِ

رَأَيْتُ فيها خَلاعَةً وُصِلَتْ

أطرافُها بالعلومِ والحِكَمِ

مَجالِسٌ يَرقُصُ القُضاةُ بها

إذا انتشَوا في مَخانقِ البَرَمِ

كأنَّهُمْ من ملوكِ حِمْيَرَ ما

أَوفَتْ أكاليلُهُم على اللَّمَمِ

وصاحِبٍ يَخلِطُ المُجونَ لنا

بشيمَةٍ حُلوَةٍ منَ الشِّيَمِ

تَخْضِبُ بالرَّاحِ شَيبَه عَبَثاً

أناملٌ مثلُ حُمرَةِ العَنَمِ

حتى تَخالَ العيونُ شَيبَتَه

شَيبةَ فَعلانَ خُضِّبَتْ بِدَمِ

إذا سَقى اللهُ مَنْزِلاً فسقَى

بغدادَ ما حاولَتْ منَ الدِّيَمِ

يا حَبَّذا صَحبةُ العلومِ بها

والعيشُ بين اليَسارِ والعَدَمِ