لما مضى اليوم حميدا فانصرم

لمَّا مَضَى اليومُ حَميداً فانصرَمْ

ومَدَّ سِجْفَيْهِ الظَّلامُ المُدْلَهِمّ

مِلْنا إلى فِلْقَةِ مأثورٍ خَذِمْ

يَلْقى بها فِلقةَ صَيْخودٍ أَصَمّ

فيبَسِمانِ في اللقاءِ عن ضَرَم

يَطيرُ كالبرقِ خَفا ثم اكتتَمْ

وتارةً يَسقُطُ في بالٍ أحمّ

فيَجتبَيهِ بقَضيبٍ كالقَلَم

تأخُذُهُ أزرَقَ كالخَدِّ لُطِمْ

حتى إذا وَلَّدَ ناراً تَضْطَرِمْ

قُمْنا بها نَهْتِكُ أستارَ الظُّلَمْ

وبينَنا ذاتُ ضَجيجٍ تَختَصِمْ

إنْ نامَ غِزلانُ الصَّريمِ لم تَنَمْ

نَقرَعُها بينَ الوِهادِ والأَكَمْ

قَرْعَ النَّواقيسِ إذا الصُّبحُ ابتَسَم

تؤمُّ مخلوعَ العِذارِ حيثُ أَمّ

أبيضَ مُسوَدَّ الخِلالِ والشَّيَم

له على الصَّحْبِ أَيادٍ وكَرَمْ

ونِعَمٌ هُنَّ على الوَحْشِ نِقَمْ

أسرعُ قبلَ الشَّدِّ من سَيْلِ العَرِمْ

يَقدُمُنا إلى الكِناسِ المُكْتَتَمْ

مُسائِلاً عنه الصَّبا وهي تَنُمّ

حتى إذا الشَّربُ تراءَى من أَمَمْ

حَيرانَ قد أَلبسَه الذُّعْرُ لَمَمْ

صَدَّ فَوافَى ثم أَلقَى للسَّلَمْ

وظَلَّ نَهباً بالأَكُفِّ مُقتَسَم

لم يَشكُ من نابٍ ولا ظِفْرٍ أَلَمْ

فما اعتلى في الشَّرقِ للصُّبح عَلَمْ

حتى لَخَضَّبْنَا المِدَى منه بِدَمْ

وأصبحَتْ أطرافُنا مثلَ العَنَم

وارتفعَتْ قُدورُنا على اللَّقَم

قائلةً للرَّكْبِ بالغَلْيِ هَلُمّ

فنحنُ في خَفْضٍ وفي ظِل نِعَمْ

لنا من البِيضِ حُصُونٌ وعِصَمْ

لا خوفَ ما عُذْنا بها ولا عَدَمْ