هل الصبر مجد حين أدرع الصبرا

هَلِ الصَّبرُ مُجْدٍ حينَ أدَّرِعُ الصَّبْرا

وهل ناصرٌ للشِّعْرِ يُوسِعُه نَصْرا

تَحَيَّفَ شِعْري يا ابنَ فهدٍ مُصالِتٌ

ظلومٌ فقد أُعدِمْتُ منه وقد أَثرَى

وفي كلِّ يومٍ لِلْغَبِيَّيْنِ غارَةٌ

تُرَوِّعُ ألفاظي المحجَّلةَ الغُرَّا

إذا عَنَّ لي مَعنىً تَضاحَكَ لَفظُه

كما ضاحَكَ النُّوَّارُ في رَوْضِه الغُدْرا

غَريبٌ كَسَطْرِ البَرْقِ لَمَّا تبسَّمَتْ

مَخائِلُه للفِكْرِ أودَعْتُه سَطرا

فوَجهٌ من الفتيانِ يمسَحُ وَجهَه

وصَدْرٌ من الأقوامِ يُسكِنُهُ صَدْرا

تناوَلَهُ مُثْرٍ من الجَهْلِ مُعْدِمٌ

من الحِلْمِ معذورٌ متى خَلعَ العُذرا

فبعَّدَ ما قَرَّبْتُ منه غَباوَةً

ورَدَّدَ ما سهَّلْتُ من لَفْظِهِ وَعْرا

فمهلاً أبا عثمان مهلاً فإنَّما

يَغارُ على الأشعارِ مَنْ عَشِقَ الشَّعْرا

لأّطفأتُما تلك النُّجومَ بأَسرِها

ودنَّستُما تلكَ المَطارِفَ والأُزْرا

فوَيحَكُما هلاَّ بِشَطْرٍ قَنِعتُما

وأبقَيْتُما لي من مَحاسِنِها شَطرا

لَئِنْ وَتَرَتْ كَفِّي سعيدَ بنَ هاشمٍ

فقد نالَ من شِعْري بغارَتِه الوِترا