يا دار يوسف لا عدتك تحية

يا دارَ يُوسُفَ لا عَدَتْكِ تَحيَّةٌ

للمُزْنِ بينَ رَواعِدٍ وبَوارِقِ

غَرَّاءُ ضَاحِكَةٌ إليكِ ثُغورُها

ضَحِكَ الحبيبِ إلى المُحِبِّ الوامقِ

سَقْياً لتلكَ مَنازِلاً مَعْمورَةً

من بينِ مطروقِ الفِناءِ وطَارقِ

حُمْرَ القَواعدِ والقِبابِ كأنَّما

أُشْرِبْنَ رَقْراقَ الخَلوقِ الرَّائقِ

يَلقاكَ من نُوَّارِها وغُيومِها

ما بينَ دُكْنِ مَطارفٍ ونمارقِ

والهَيْكَلُ المُبيَضُّ يَلمَعُ وَسْطَها

كالأُقحُوانَةِ في بِساطِ شَقائقِ

كم دُمْيَةٍ خَرساءَ فيه ودُمْيَةٍ

فَضَلَتْ عليها باللَّسانِ النَّاطقِ

من كُلِّ أَهْيَفَ تَاجُهُ من شَعرِه

فكأنَّما هو شارِقٌ من غاسقِ

ومُهَفهَفٍ لو كنتُ أَملِكُ أمرَه

بدَّلْتُ سُحْمَ مُسوحِه بقَراطقِ

كم قد رَمَقْتُ به المُنى فغَشِيتُها

ما بين مَرموقِ الجَمالِ ورامقِ

ومُعَذَّلٍ أخذَ الصِّبا بيمينِه

فجَرى به جَرْيَ الجَموحِ السابقِ

وَرَقَدْتُ عن غِزلانِه وذِئابِهِ

ما بينَ مَسروقِ الوِصالِ وسارقِ

أيامَ كنتُ إذا ادلَهَمَّ ظَلامُه

أهدَى إليه من الخَيالِ الطَّارقِ

عَصراً لَبِستُ ظِلالَه وكأنَّه

في ظُلمَةِ الأيَّامِ غُرَّةُ شَارِقِ