أتعرف رسما بالسويين قد دثر

أتعرفُ رَسماً بالسويّين قد دَثر

عَفتْهُ أهاضيبُ السَّحائِب المّطرْ

وجرَّت به الأذيالَ رِيحان خِلفةً

صَباً ودَبورٌ بالعشيّاتِ والبُكَرْ

منازلُ قد كانت تكونُ بجوِّها

هَضيمُ الحشا ريّا الشَّوى سحرُها النَّظرْ

قطوفُ الخُطا خمصانةٌ بَختريّةٌ

كأنّ مُحيّاها سَنا دارةِ القمرْ

رَمتني ببعدٍ بعد قربٍ بها النّوى

فبانَت ولّما أقضِ من عبدةَ الوَطَرْ

ولمّا رأتني خشيةَ البينِ موجعاً

أُكَفكِف منّي أدمعاً فيضُها دُرَرْ

أشارت بأطرافٍ إليَّ ودمعُها

كَنَظْمِ جُمان خانه السِّلكُ فانْتَثَرْ

وقد كنتُ ممّا أحدث البينُ حاذراً

فلم يُغنِ عنّي منه خوفيَ والحذرْ