أقول لما رأيت الناس قد ذهبوا

أقول لما رأيتُ الناس قد ذَهبوا

في كلِّ فنٍّ بلا علمٍ يَتيهونا

من ناكِثين ومُرَّاق وقاسطةٍ

دانوا بدينِ أبي موسى ومُرْجِينا

إنّي أدينُ بما دان الوصيُّ به

يوم الخُريْبةَ من قَتلِ المُحلِّينا

وما به دانَ يوم النهرِ دِنتُ به

وشاركتْ كفَّه كفِّي بصِفّينا

في سفكِ ما سَفكتْ يوماً إذا حضَرت

وأبرزَ اللهُ للقسطِ الموازينا

تلك الدماءُ معاً يا ربُّ في عُنقي

ثم استقِني بعدَها آمينَ آمينا

آمينَ من مِثلهم في مثلِ حالهمِ

في فتيةٍ هاجَروا للهِ شارينا

ليسوا يُريدون غيرَ الله ربِّهمُ

نعمَ المرادُ تَوخّاه المُريدونا

وطبتمُ في قديمِ الدهر إذ سطرت

فيه البريَّةُ مَرحوماً ومَلعونا

ولن تَزالوا بعينِ الله يَنْسَخُكُم

في مستكنّاتِ أصلابِ الأبرينا

بختارُ من كلِّ قَرنَ خيرَهم لكمُ

لا النذلَ يُلزمُكمْ منهم ولا الدّونا

حتى تناهت بكم في أمّةٍ جُعلتْ

من أجلِ فَضلكم خير المصلِّينا

فأنتم نعمةٌ لله سابغةٌ

منه علينا وكان الخيرُ مَخزونا

لا يقبلُ اللهُ من عبدٍ له عملاً

ولا عدوَّكم العميَ المضلِّينا

أنت الوصيّ وصيّ المصطفى نَزلتْ

من ذي العلى فيك من فرقان آيونا

وأنت من أحمدِ الهادي بمنزلةٍ

قد كان أثبتها مُوسى لهارونا

آتاك من عندِه عِلماً حَباك به

فكنتَ فيه أميناً فيه مأمونا

هل مثلُ فعلكَ عند النَّعلِ تَخصِفُها

لو لم يكنْ جاحدو التفضيلِ لاهينا