بعث النبي فما تلبث بعده

بُعِثَ النبيُّ فما تلبَّثَ بعدَه

حتى تحنَّفَ غيرَ يومٍ واحدِ

صلَّى وزكى واستَسرّ بدينهِ

من كلِّ عَمٍّ مُشفِقٍ أو والدِ

حِججاً يكاتِمُ دينَه فإذا خلا

صلَّى ومجَّد ربّه بمحامدِ

صلّى ابنَ تسعٍ وارتدى في بُرْجُدٍ

ولداته يَسعون بين براجِدِ

وسَرى النبيّ وخافَ أنْ يُسْطى به

عندَ انقطاع مواثقٍ ومعاهد

وأتى النبيُّ فبات فوقَ فراشِهِ

متدثِّراً بدثارِه كالراقدِ

وذكت عيونُ المشركين ونطَّقوا

أبياتَ آلِ محمدٍ بمراصدِ

حتى إذا ما الصبحُ لاح كأَنّه

سيفٌ تخرَّقَ عنه غمدُ الغامِدِ

ثاروا وظنّوا أنّهم ظَفِروا بهِ

فتعاوَروهُ وخابَ كيدُ الكائِدِ

فوقَاهُ بادرةَ الحُتوفِ بنفسِهِ

ولقد تنوَّلَ رأسُه بجلامِدِ