فما إلى أدناهم منه بيعا

فماَ إلى أدناهمُ منهُ بيِّعاً

توسّم فيه خيرَ ما يُتَوسُّمُ

فقال له بِعني طعاماً فباعَه

جميلَ المحيّا ليسَ منه التَجَهُّمُ

فكال له حبّاً به ثمّ ردَّه

إليه وأرزاق العباد تقسَّمُ

فآب برزقٍ ساقَه اللهُ نحوَه

إلى أهله والقومُ للجوعِ رُزَّمُ

فلا ذلك الدينارُ أُحْمِيَ تِبره

يَقيناً وأما الحَبُّ فاللهُ أعلمُ

أمِنْ زرعِ أرضٍ كان أم حبُّ جَنَّةٍ

حَباه به من نالَه منه أنعُمُ

وبيَّعهُ جبريلُ أطهرُ بيِّعٍ

فأيُّ أيادي الخيرِ من تلكَ أعظمُ

يكلِّمُ جبريلُ الأمينُ فإنّه

لأفضلُ من يَمشي ومَن يَتَكلَّمُ

وكان له من أحمدٍ كل شارق

قُبَيْلَ طلوعِ الشمس أو حين تَنْجُمُ

إذا ما بدَت مثل الطَلايةِ دخلةٌ

يَقومُ فيأتي بابَه فيسلَّمُ

يقول إذا جاء السلامُ عليكم

ورحمةُ ربّي إنّه مُتَرحِّمُ

فيُلْقى بترحيبٍ ويجلسُ ساعةً

ويُؤْتى بفضلٍ من طعامٍ فيُطْعَمُ

ويدعو بِسِبْطَيهِ حناناً ورقةً

فيُدنيهما منهُ قريباً ويُكرمُ

يَضمُّهما ضمَّ الحبيبِ حَبيبَه

إلى صدرِه ضَمّاً وشمّاً فَيَلْثُمُ

ومارقةٍ من دينهِم فارقوا الهُدى

ولم يأتلوا بغياً عليهِ وحَكَّمُوا

سَطَوا بابنِ خبّابٍ وألقى بنفسِهِ

وقتلُ ابن خبابٍّ عليهم محرََّمُ

فلما أبوا في الغَيِّ إلاّ تمادياً

سَما لهمُ عَبلُ الذّراعين ضَيْغَمُ

فأضحَوْا كعادِ أو ثمودٍ كأنّما

تَساقوا عُقاراً أسكرتهم فنَوّموا