ذابت زبيدة من شوق لسيدها

ذابَتْ زُبَيْدَةُ مِن شَوْقٍ لِسَيِّدِها

عُثْمانَ والنجمُ بِالنِّيرانِ مُشْتَعِلُ

وَما تُلامُ وَنَيْلُ الفَخرِ يُعجِبُها

وَبِالزِّيارةِ لمَ يبْرَحْ لها شُغُلُ

فَقُلْ لِطَائِر قَدْ أَتاهُ بِها

وَيْلي عليكَ وَوَيلي مِنكَ يا رَجُل

لَوْ كنتَ يَا سَطْلُ ذا أُذْنٍ تُصِيخ إلى

عَذْلٍ عَذَلْتُكَ لو يُجدِي لكَ العَذَلُ

تَقُودُ ظبيةَ آرامٍ إلى أَسَدٍ

لولا التّقَى لَمَضَتْ أَنيابُهُ العُظُلُ

ومَن تَرَى ذلكَ الوجَهَ الجميلَ ولا

تَوَدُّ مِن قُبحِكَ المَشُهورِ تَنْفَصِلُ

هذِي بُثينةُ والمجنونُ قائدُها

إلى جميلٍ أجادَ المخّ يَا جَمَلُ

وَهَبْهُ عَفَّ أَمَا تَبقَى مَحَاسِنُها

في قَلبهِ يالَكاعِ الوَقتِ يا زُحَلُ

أُفٍّ لِعَقْلِكَ يَا مَتْبُوعُ إنَّكَ ذو

رَأْسٍ خَفِيفٍ وَذاكَ الطَّوْدُ والجَبلُ

وَالوَيْلُ وَيْلُكَ إنْ ذَاقَتْ عُسَيلَتَهُ

وَباتَ يَجتمعانِ الزُّبُدُ والعَسَلُ

لأُنشدَنَّكَ إذْ وَدَّعْتَها سَفَهاً

وَدِّعْ هُريرَةَ إنَّ الرَّكَبَ مُرتحِل

وإنْ تَكنْ ذاكَ أَعشى كنتَ أَنتَ إذاً

أعمَى فلا اتَّضَحَتْ يَوماً لكَ السُّبُلُ