هل تعلم الناس أني في صيامي قد

هَلْ تَعلَمُ النَّاسُ أَنّي في صِيامِيَ قَد

صَبَوْتُ عِشْقاً إلى بَيضاءَ كالقَمَرِ

حَوْراءُ تَنظُرُ في المِرآةِ طَلْعَتَها

يَا هذهِ ليسَ هذا الجِنْسُ لِلبَشَرِ

وَرُبَّما قُلِيَتْ مِنّي وَمَوْضِعُها

أَدْنى لِقَلْبي مِن سَمْعي وَمِن بَصَري

وَصَائِن في إزارٍ صَانَ بَهّجَتها

فَقلْتُ لَيْسَ يُصَانُ الحُسْنُ بالأُزُرِ

بَاتَتْ وَعَيْشِكَ في صَدْرِي فَما بَرِحَتْ

مِن العَشَاءِ علَى حُكْمِي إلى سَحَرِ

أَشْكُو لها نَارَ قَلبي وَهْيَ شْاكِيَةٌ

أَضْعَافَها وَكِلانا صَادِقُ الخَبَرِ

وأَسْتبيحُ حِمَاهَا غَيْرَ مُقْتَرِفٍ

ذَنْباً مِن اللَّهِ في وِرْدٍ ولا صَدَرِ

حتَّى إذا ثَوَّبَ الدَّاعِي نَهضْتُ وقد

خِفْنا نَمِيمَةَ طِيبٍ فَوقَها عَطِرِ

فَلا غَدا القَطْرُ مَغْناها وَمَنزِلَها

لا بَلْ أَقولُ غَداها وابِلُ المَطَرِ

وَلا لَحَى اللَّهُ مَن يُدْني زِيارَتَها

مِنّي فَما فِيهِ مِن وِزْرٍ وَلا خَطَرِ