أدار ليلا قمر شمس راح

أَدارَ لَيلاً قَمَرٌ شَمسَ راح

عَلى نَدامى كَنجومِ الصَّباح

وَالكَأسُ فيها حَبَبٌ ناصِعٌ

يَفترُّ عَن نَظمِ ثَنايا المِلاح

كَأَنَّما الساقي غَزالٌ رَعى

نورَ أَقاحٍ بِثُغورِ الأَقاح

ما لاحَ لِلعاشِقِ إِلّا عَصى

في حُبِّهِ عَذلَ عَذولٍ وَلاح

يَفعَلُ بِالأَلحاظِ وَالقَدِّ ما

تَفعَلُهُ البيضُ وَسُمرُ الرِماح

مُعَربِدُ الأَلحاظِ نَشوانُها

مِن سُكرِهِ ما هُوَ يا صاحِ صاح

وَكَيفَ يَصحو وَهوَ مِن كَأسِهِ

وَريقِهِ يَمزجُ راحاً بِراح

إِنَّ بَني التُركِ لَدى حَربِهِم

وَسِلمِهِم لَم يَبرَحوا في كِفاح

مَن فَرَّ عَن حَرِّ لَظى حربِهِم

غَيري فَإِنّي قائِلٌ لا بَراح

فَهُم مُرادي وَمَرادي مَعاً

فَعَدِّ بي عَن كُلِّ رَودٍ رَداح

واللُؤلُؤُ المَنظومُ حَسبي بِهِ

في الحُسنِ لا مَكنون بيضِ الأَداح

وَلَيسَ قَولي بِفَسادٍ وَلا

نَقصٍ فَخُذ في الجِدِّ لا في المِزاح

ما النَقصُ وَالإِفسادُ عِندي سِوى

مَدحِيَ غَيرَ الكامِلِيِّ الصَلاح

وَهوَ الَّذي إِن جادَ أَغنى أَوِ اِن

تَمى سَما أَعلى سَماءِ السَّماح

لَمّا بَدا لي ثَغرُهُ باسِماً

أَيقَنتُ بِالخَيرِ فَلاحَ الفَلاح

طائِرُهُ المَيمونُ مُذ لَم يَزَل

ما طارَ إِلّا بِجَناحِ النَّجاح

مَن ذا يُساميهِ إِذا خاضَ في

بَحرَي نَسيبٍ أَو سَرِيِّ اِمتِداح

يَهتَزُّ لِلمَدحِ اِهتِزازَ القَنا

يَومَ الوَغى مِن طَرَبٍ وَاِرتِياح

كُلُّ أُولي الشِعرِ لَدى فَضلِهِ

مِثلُ السُها في ضَوءِ وَجهِ الصَباح

يُفيضُ بِالقِدحِ المُعَلّى فَيَح

وي غايَةَ المَجدِ بِأَعلى القِداح

سادَ بِمَجدٍ وَسَماحٍ مَعاً

وَما سَماحُ المَرءِ إِلّا رَباح

يَجودُ بِالمالِ وَبِالجاهِ في ال

حالِ كِلا الحالَينِ مِنهُ مُباح

لِلمَلِكِ الكامِلِ مِن رَأيِهِ

نَصرُ غُدُوٍّ كامِلٍ أَو رَواح

يا ناصِرَ الدينِ تَرَكتَ العِدا

بِلا رُؤوسٍ بِصدورِ الصِّفاح

دِماؤُهُم سَيلاً بَلَغنَ الزُبا

حَتّى تَبَطَّحنَ بِأَعلى البِطاح

لا بَرِحَ السَعدُ عَلى مُلكِهِ

وَقفاً فَلا يُقضى لَهُ بِاِنتِزاح

ما غَرَّدَت وَرقاءُ في أَيكَةٍ

فَجاوَبَتها أُختُها في النَواح