أفدي الذي زار بعد هجر

أَفدي الَّذي زارَ بَعدَ هَجرٍ

فَكانَ مِن عِلَّتي طَبيبي

أَطلَعَ بَدراً مِن فَوقِ غُصنٍ

يَميسُ تيهاً عَلى كَثيبِ

يَرنو بِأَجفانِهِ دَلالاً

فَيَنفُثُ السِحرَ في القُلوبِ

وافى وَفي كَفِّهِ مُدامٌ

أَلَذُّ مِن غَفلَةِ الرَقيبِ

كَأَنَّها إِذ صَفَت وَراقَت

شَكوى مُحِبٍّ إِلى حَبيبِ

لَقَد عَجِبنا مِنهُ وَمِنها

كَالشَمسِ وَالبَدرِ في قَضيبِ

فَقُمتُ مُستَبشِراً وَقَلبي

في غايَةِ الوَجدِ وَالوَجيبِ

فَدارَ ما بَينَنا عِتابٌ

كَالخِصبِ وافى عَلى جُدوبِ

قَبَّلتُهُ قُبلَةً تُضاهي

تَجاوُزَ اللَهِ عَن ذُنوبي

وَباتَ يَقري سَمعي كَلاماً

أَحلى مِنَ النَصرِ في الحُروبِ

وَبِتُّ مِنهُ في برد عَيشٍ

مُفَوَّفٍ ناعِمٍ قَشيبِ

فَيا لَها لَيلَةً جَنَيتُ ال

ثِمارَ مِن غُصنِها الرَطيبِ