ألا هل إلى الخل الوصول وصول

أَلا هَل إِلى الخِلِّ الوَصولِ وُصولُ

فَمِن بَعد ما الصَبرُ الجَميلُ جَميلُ

وَبي غُلَّةٌ جِسمي بِها حِلفُ عِلَّةٍ

فَهَل لي إِلى وِردِ الشِّفاءِ سَبيلُ

يُحَلِّئُني عَنهُ الفِراقُ وَسَبسَبٌ

عَريضٌ كَأَيّامِ الصُدودِ طَويلُ

وَهَل بِسِوى قُربِ الحَبيبِ وَوَصلِهِ

يُبَلُّ غَليلٌ أَو يُبِلُّ عَليلُ

أَأَحبابَنا أَمّا الأَسى فَهوَ عِندَنا

كَثيرٌ وَأَمّا الصَبرُ فَهوَ قَليلُ

إِذا شَمَلَت ريحٌ سَكِرتُ صَبابَةً

وَوَجداً فَهَل ريحُ الشَمالِ شَمولُ

وَأَرتاحُ إِن هَبَّت قَبولاً وَكَم جَرَت

قَبولٌ لَها عِندَ القُلوبِ قُبولُ

أُليحُ إِذا البَرقُ الحِجازِيُّ لاحَ لي

عَلى القَلبِ مِن وَجدٍ عَلَيهِ يَصولُ

فَألزمُهُ بِالعَشرِ عَشر أَنامِلي

وَيَنفُضُها حَتّى يَكادُ يَزولُ

إِذا اِفتَخَرَت مِصرٌ عَلَينا بِنيلِها

فَدَمعي فُراتٌ في دِمَشقَ وَنيلُ

يَزيدُ يَزيدُ القَلب شَوقاً إِلَيكُمُ

وَثَورا أَسيرُ الوَجدِ فَهوَ جَليلُ

وَأَبكي لَدى باناسَ لِلبَينِ وَالأَسى

وَمِن بَرَدى حُرُّ الفِراقِ دَخيلُ

وَفَوقَ غُصونِ البانِ وُرقٌ هَواتِفٌ

تَمايَدُ بِيَ الأَشواقُ حينَ تَميلُ

تَبوحُ بِشَكواها وَتَكتُمُ دَمعَها

وَأَكتُمُ وَجدي وَالدُموعُ تَسيلُ

كِلانا قريحٌ بِالفِراقِ فُؤادُهُ

فَلي وَلَها إِلفٌ نَأى وَهَديلُ

أَلا فَاِعذُروني في مَقالي فَإِنَّني

لَفي دَهشَةٍ لَم أَدرِ كَيفَ أَقولُ

عَلَيكُم سَلامٌ يَحسُدُ المِسكُ عَرفَهُ

وَنَشرُ الخُزامى وَالنَسيمُ عَليلُ