أيا من ثغره نور الأقاحي

أَيا مَنَ ثَغرُهُ نَورُ الأَقاحي

وَمَن بِجَبينِهِ نورُ الصَباحِ

جُفونُكَ لَم تَزَل مَرضى صِحاحاً

فَواكَبِدي مِنَ المَرضى الصِحاحِ

وَلَحظُكَ مُنتَشٍ صاحٍ وَأَحسِن

بِلَحظٍ مُنتَشٍ يا صاحِ صاحِ

وَطَرفُكَ دونَهُ البيضُ المَواضي

وَقَدُّكَ مُخجِلٌ سُمرَ الرِماحِ

لعَلَّكَ يا مُنى الأَرواحِ تَأسو

قُلوباً فيكَ دامِيَةَ الجِراحِ

قُلوباً لا تَزالُ تَهيمُ وَجداً

بِذِكرِكَ في الغُدُوِّ وَفي الرَواحِ

وَلَيسَ عَلى كَئيبٍ جُنَّ شَوقاً

فَلَم يَعقِل بِحُبِّكَ مِن جُناحِ

فَما هُوَ بِالمصيخِ لِنَهيِ ناهٍ

وَلا هُوَ بِالمُطيعِ لِلَحيِ لاحِ

لَقَد أَمسَيتُ في العُشّاقِ فَرداً

كَما أَمسَيتَ فَرداً في المِلاحِ

فَوا عَجَباً لِجِدّي في هَواهُ

وَتَقتُلُني اِختِياراً في مزاحِ

أَأَطمَعُ في الخَيالِ وَطِرفُ طَرفي

يَبيتُ عَلى الكَرى جَمَّ الجِماحِ

وَرُبَّتَ لَيلَةٍ نَحوي تَخَطّى

أَفاحيصَ القَطا بَعدَ الأَداحي

فَصافَحَني فَأَبقى في يَميني

شّذا مِسكٍ وَكافورٍ رَباحي