إلى الملك المهيمن نستغيث

إِلى المَلِكِ المُهَيمِنِ نَستَغيثُ

لَئِن ذاقَ الرَّدى المَلِكُ المُغيثُ

تَذكَّرهُ المُلوكُ بِكُلِّ نادٍ

فَيَكثُرُ في سِيادَتِهِ الحَديثُ

يُقَصِّرُ عَن مَدائِحِهِ جَريرٌ

وَجَروَلُ وَالفَرَزدَقَ وَالبَعيثُ

سَيَشهَدُ في المَعادِ لَهُ الكِتابُ ال

عَزيزُ بِأَن تَلاهُ وَالحَديثُ

وَكُلُّ الناسِ مِن أَسَفٍ عَلَيهِ

يُخالُ بِصَدرِهِ صِلٌّ نَفوثُ

مُصابٌ زَلزَلَ الأَرضين حُزناً

بِدُنيانا فَأَطيَبُها خَبيثُ

وَرُزءٌ كُوِّرَت شَمسُ المَعالي

لَهُ أَسَفاً وَأُبهِجَ مَن يَعيثُ

أَرانا حسنَ يوسُفَ رأيَ عَينٍ

وَأَنسانا القَديمَ بِهِ الحَديثُ

وَلَم نَرَ قَبلَهُ أَسَداً وَشَمساً

يَفيءُ عَلَيهِما الشعرُ الأَثيثُ

فَلا عَدَدٌ وَلا عُدَدٌ تَوَقّى

بِها المَلِكُ المُغيثُ المُستَغيثُ

وَلَم تُغنِ البُروجُ مُشَيَّداتٍ

عَشِيَّةَ حُمَّ لِلأَجَلِ الحُدوثُ

أَبو بَكرٍ رَجا عُمَراً إِماماً

تَسيرُ وَراءهُ مِنهُ البُعوثُ

فَحالَت دونَ مُنيَتِهِ المَنايا

وَأَرخى جَيشَها السَيرُ الحَثيثُ

وَأَخلَفَ ظَنَّهُ زَمَنٌ غَشومٌ

لِعَهدِ الآمِلينَ بِهِ نَكوثُ

وَقَينا السوءَ فيهِ وَفي بَنيهِ

وَلا يَعبَث بِهِ زَمَنٌ عَبوثُ

فَكُلُّهُم لَهُ في الناسِ وُدٌّ

يَعوقُ أَذاهُم وَلَهُ يَغوثُ

أَتَطمَعُ في البَقاءِ وَهَل بَقاءٌ

وَآدَمُ قَبلَنا أَودى وَشيثُ

فَلا يَركَن إِلى الدُنيا لَبيبٌ

فَعِقدُ عُهودِها واهٍ رَثيثُ

فَكُلُّ مُلوكِ دُنيانا سِواهُم

يَوَدُّ مَكانهم فيها رَغوثُ