افتر ثغرك لي أم بارق لمعا

اِفتَرَّ ثَغرُكَ لي أَم بارِقٌ لَمَعا

فَكادَ يَخطِفُ طَرفي وَالفُؤادَ مَعا

وَهَل قَوامُكَ غُصنُ البانِ مُعتَدِلاً

عَلى كَثيبٍ عَلَيهِ البَدرُ قَد طَلَعا

بَخِلتَ حَتّى بِطَيفٍ مِنكَ يَطرُقُني

هَل يَطرُقُ الطَيفُ طَرَفاً قَلَّما هَجَعا

يا قَلب حَتّامَ لا تُصغي إِلى عَذَلٍ

فيمن مَتى قيلَ فيكَ الباطِلُ اِستَمَعا

أَصغى إِلى كَذِبِ الواشي فَصَدَّقَهُ

يا بِئسَ ما صَنَعَ الواشي وَما نَصَعا

إِنّي لأَعجَبُ مِن قَلبٍ يُحِبُّكِ يا

سَلمى يَهيمُ وَقَد قَطَّعتِهِ قِطَعا

دَبَّت إِلى حُسنِ ظَنّي فيكِ أَلسِنَةُ ال

واشينَ عَنّي بِقُبحِ المَينِ فَاِنقَطَعا

وَما شَفى كَبِدي مِمّا أُكابِدُهُ

إِلّا البَشيرُ بِبَدرِ الدينِ إِذ طَلَعا

فَأَوضَحَ الأنس إيضاحاً لَهُ جُمَلٌ

مُفَصَّلاتٌ تَلَت مِن نَشرِهِ لُمَعا

ابنُ المُبارَكِ ما زالَت مُبارَكَةً

في الدَّهرِ طَلعَتُهُ إِن سارَ أَو رَبَعا

ما قادَهُ طَبَعٌ يَوماً إِلى طَمَعٍ

وَلا رَعى الناسَ إِلّا اِستَشعَرَ الوَرَعا

مَودودُ ما زلتَ مَودودَ المَآثِرِ في ال

أَنامِ لَم تَألُ بِالعَلياءِ مُضطَلِعا

فَكُلُّ مُفتَرِقٍ في الناسِ مِن شِيَمٍ

حَميدَةِ الذِّكرِ أَضحى فيكَ مُجتَمِعا

إِنَّ المُلوكَ تَرى أَنَّ الَّذي مَلَكوا

مِن دونِ قَدرِكَ يا مَن قَدرُهُ اِرتَفَعا

قالوا وَهَل تُمطِرُ الأَرضُ السَماءَ فَطِب

نَفساً وَكُن بِالَّذي أوتيتَ مُقتَنِعا

وَاِبنِ المَساجِدَ بِالجِدِّ الَّذي ضمِنَت

لَكَ المَساعي بِهِ أَن تَهدِمَ البِيَعا

فَأَنتَ تولي وَلا تولى الأَياديَ إِل

لا مِن إِلَهَكَ فَاِشكُرهُ لِما اِصطَنَعا

يَكفيكَ أَن اِبنَ أَيّوبَ الصَلاحَ رَأى

الصَلاحَ في أَنَّهُ وَلاكَ فَاِنتَفَعا

لا خابَ يَوماً دُعائي لِلأَميرِ بِمَن

مَن لا يُخَيِّبُ مُضطَّراً إِلَيهِ دَعا