انثنى يثني على نعمى النعامى

انثَنى يُثني عَلى نُعمى النُعامى

حينَ حَيَّتهُ بِأَنفاسِ الخُزامى

وَتَنادى يا صَبا نَجدٍ مَتى

زُرتَ سَلمى أَقرِها عَنّي السَلاما

لَيتَ أَيّامَ الحِمى دامَت لَنا

أَيُّ عَيشٍ سَرَّ ذا وَجدٍ فَداما

بِينَما أَيّامُنا مُشرِقَةٌ

بِالرِضى بُدِّلنَ بِالسُخطِ ظَلاما

أَرضَعَتنا دَرَّ أَخلافِ المُنى

في أَمانٍ ثُمَّ عَجَّلنَ الفِطاما

فَكَأَنَّ الهَجرَ قَد أَضحى حَلالاً

وَكَأَنَّ الوَصلَ قَد أَمسى حَراما

وَغَزالٍ بِالحِمى غازَلَني

سُقمُ جَفنَيهِ بَرى جِسمي سَقاما

باتَ يَسقيني مُداماً أَشبَهَت

نارَ إِبراهيمَ بَرداً وَسَلاما

يا لَها مِن لَيلَةٍ بِتُّ بِعَي

نَيهِ أُسقى وَبِكَفَّيهِ المُداما

نُقلِيَ التُفّاحُ مِن وَجنَتِهِ

وَمِزاجي الريقُ بِالمِسكِ خِتاما

يُخجِلُ الأَغصانَ وَالأَقمارَ وَال

بَدرَ حُسناً وَقواماً وَاِبتِساما

حَبَّذا جَلَّقُ إِذ كانَ بِها ال

مَلِكُ الأَشرَفُ مِن قَبلُ أَقاما

كانَتِ الجَنَّةَ لَمّا حَسُنَت

بِسَناهُ مُستَقَراً وَمَقاما

فَهيَ مُذ وَدَّعَها باكِيَةٌ

تَشتَكي شَوقاً وَتَوقاً وَغَراما

لَم تَطِب وَرداً وَلا وِرداً وَلا

نَورُها راقَ وَلا رَقَّت مُداما

وَبِها نَورُ الأَقاحي لَم يَكُن

مُبدِياً في أَوجُهِ الرَوضِ اِبتِساما

فارَقَت أَسخى السَلاطين يَداً

وَنَداماهُ وَهُم خَيرُ نَدامى

سَيِّدي يا شَرَفَ الدينِ وَيا مَن

أَخجَلَت يُمناهُ بِالجودِ الكِراما

ذَكِّرِ الأَشرَفَ بِالوَعدِ عَسى

وَعدُهُ بِالجودِ أَن يَروي الأُواما

كَم يَدٍ بَيضاءَ لا سوءَ بِها

مِن نَدى موسى بِها عَمَّ الأَناما