بانوا وقد أبانوا

بانُوا وَقَد أَبانُوا

أَنَّ الهَوى الهَوانُ

فَها أَنا الحَرّانُ مِن

بَعدِهُمُ الحَيرانُ

سَلَوتُ عَن صَبري وَما

لي عَنهُمُ سُلوانُ

يا واعِظي واضَيعَتي

إِذ سارَتِ الأَظعانُ

كادَ يَلينُ الصَّخرُ لي ال

آنَ وَهُم ما لانُوا

ما هاجَني إِلّا حَما

ماتٌ لَها أَلحانُ

غَنَّينَ في الباناتِ فَاِه

تَزَّت بِهِنَّ البانُ

كَأَنَّما العيدانُ إِذ

غَنَّينَنا عِيدانُ

ذَكَّرنَني بِغادَةٍ

عادَتُها الهِجرانُ

حورِيَّةٌ جاءَت وَلَم

يَشعُر بِها رِضوانُ

مَتى تَثَنَّت غارَتِ ال

كُثبانُ وَالأَغصانُ

أَودَعَ صَحنَ خَدِّها

تُفّاحَهُ لُبنانُ

وَقَبلَها لَم يُرَ با

نٌ حَملُهُ الرُمّانُ

مِنها اِستَعارَتِ اللِّحا

ظَ بِالنَّقا الغِزلانُ

هاتِ اِسقِني ما أَودَعَت

صُدورَها الدِّنانُ

حَمراءُ لَم تَعبَث وحا

شاها بِها النيرانُ

حَبابُها اللُؤلُؤُ إِذ

تُجِنُّهُ العِقيانُ

في الشربِ ما النَّدمانُ إِذ

يَشرَبُها نَدمانُ

كَخُلقِ بَدرِ الدينِ فَه

يَ الرَوحُ وَالرَيحانُ

أَضحى لِبَدرِ الدينِ في

كَسبِ المَعالي شانُ

فَصارَ بَدراً كامِلاً

ما شانَهُ نُقصانُ

فَمِنهُ يَبدو العمل ال

صالِحُ وَالإيمانُ

مِن أَجلِ ذا سُمِّيَ مَو

دودَ فَذا بُرهانُ

وافى إِلَيهِ رَجَبٌ

وَهوَ بِهِ جَذلانُ

شَهرٌ شَهيرٌ فَضلُهُ

لَيسَ لَهُ كِتمانُ

فَفيهِ قِدماً نُصِلَت

عَنِ القَنا الخِرصانُ

صِينَ فَلَم يَلمَع بِهِ

سَيفٌ وَلا سِنانُ

هَنَّأَكَ اللَهُ بِهِ

ما بَقِيَ الزَّمانُ