بقلبي من حر الفراق غليل

بِقَلبيَ مِن حَرِّ الفِراقِ غَليلُ

فَهَل لي إِلى رَوحِ الوِصالِ وُصولُ

جُفوني قِصارٌ مِثلُ أَيّامِ وَصلِكُم

وَلَيلي كَأَيّامِ الفِراقِ طَويلُ

وَأَقبَحُ ما عِندي المَلامَةُ في الهَوى

وَما عِندِيَ الصَبرُ الجَميلُ جَميلُ

بَكَينا لِيَومِ البَينِ حينَ بَكى لَنا

حَسودٌ وَواشٍ رَحمَةً وَعَذولُ

فَلا عَين إِلّا وَهيَ عَينٌ مَعينَةٌ

وَلا خَدَّ إِلّا خدَّ فيهِ مَسيلُ

وَساروا وَوَلَّينا وَمِنّا وَمِنهُمُ ال

عُيونُ الصَحيحاتُ النَّواظِرِ حولُ

وَكُلٌّ لَهُ وَخدٌ يخالِفُ سَيرَهُ

يُمَيِّلُهُ تِلقاءهُ فَيَميلُ

رَعى اللَهُ أَيّاماً مَضَت بِاجتِماعِنا

وَلَمّا يَرُعنا بِالفِراقِ رَحيلُ

وَلَيلَةَ وافانا الحَبيبُ وَهَبَّتِ ال

شَمالُ كَأَن مِنها تُدارُ شَمولُ

تَقابَلَ جِسمي وَالنَسيمُ وَلَحظُهُ

فَكُلٌّ عَلى حُكمِ القِياسِ عَليلُ

مَتى يُرَ مَعشوقٌ يودعُ عاشِقاً

فَما ذاكَ إلّا قاتِلٌ وَقَتيلُ

قَليلُ الهَوى عِندي كَثيرٌ وَوَصفُهُ

وَإِن أَسهَبَ العُذّالُ فيهِ قَليلُ

مَتى يَشتَفي بِالقُربِ قَلبي مِنَ النَوى

وَتُطفَأُ نيرانُ الجَوى فَتَزولُ

فَوا جَزَعي في الحُبِّ مِن لَوعَةِ الأَسى

فَهَل لي عَلى حُسنِ العَزاءِ دَليلُ

أَظُنُّ لَيالي البَينِ لا دَرَّ دَرُّها

لَها عِندَ قَلبي المُستَهامِ ذُحولُ

ذَلَلتُ وَقَد كُنتُ العَزيزَ صَبابَةً

وَكُلُّ عَزيزٍ لِلغَرامِ ذَليلُ

هَلِ الحَدَقُ السودُ الَّتي لَحَظاتُها

صَوارِمُ بيضٌ ما بِهنّ فُلولُ

نَبَضنَ سِهاماً عَن قِسِيٍّ حَواجِبِ

لَهُنَّ بِحَبّاتِ القُلوبِ نُصولُ