بكاء الحمائم ضحك الحمام

بُكاءُ الحَمائِمِ ضِحكُ الحَمامِ

لِنَيلِ المُنى مِن غَريمِ الغَرامِ

حَمائِمُ ناحَت فَباحَت أَسىً

وَناجَت فَهاجَت جَوى المُستَهامِ

فَلِلَّهِ وُرقٌ غَنينا بِهِنَّ

عَشِيَّةَ غَنَّينَنا عَن زُنامِ

هِيَ الأَعجَمِيّاتُ لَكِن لَها

بَيانُ اِختِيارٍ فَصيحِ الكَلامِ

وَسُكرُ الهَوى هُوَ صِرفٌ لَهُ

تَباريحُ لَيسَت لِسُكرِ المُدامِ

أَما وَخِيامٍ عَلى حاجِرٍ

بُنينَ فَواهاً لَها مِن خيامِ

تُكِنُّ نَهاراً شُموسَ الضُحى

وَيُطلِعنَ لَيلاً بُدورَ التَّمامِ

يَجُدنَ عَلَينا بِغَمزِ اللِّحاظِ

وَيَبخَلنَ عَنّا بِرَدِّ السَلامِ

إِذا اللائِماتُ رَأَتهُنَّ قُلنَ

لَحا اللَهُ فيكُنَّ أَهلَ المَلامِ

فَقَد تُبنَ عَن عَذلِنا وَاِعتَذَرنَ

وَقُلنَ سَلَكتُم سَبيلَ الكِرامِ

لَقَد حازَ مَودود المَكرُماتِ

جِساماً بِبَثِّ الأَيادي الجِسامِ

أَقَرَّت بِتَفضيلِهِ في الأَنامِ

عَلى الأُمراءِ مُلوكُ الشَآمِ

هُوَ البَدرُ وَاللَيثُ وَالغَيثُ في ال

سَنا وَالنَدى وَالوَغى إِذ يُحامي

لَهُ قَلَمٌ مِنهُ تُجنى المُنى

أَجَل وَالمَنايا كَحَدِّ الحُسامِ

فَعاشَ كَما شاءَ في دَهرِهِ

بِرَغمِ أَعاديهِ في كُلِّ عامِ