بكاظمة قفوا وسلوا

بِكاظِمَةٍ قِفوا وَسَلوا

أَقامَ الحَيُّ أَم رَحَلوا

إِن اِرتَحَلوا فَعَن قَلبي

هَواهُم لَيسَ يَرتَحِلُ

فُؤادي فيهِ مُشتَغِلٌ

وَفَودي فيهِ مُشتَعِلُ

وَلَستُ أَشُحُّ يَوماً أَن

أَسُحَّ الدَمعَ يَنهَمِلُ

هُمُ وَصَلوا إِلى قَتلي

بِبَينِهِمُ وَما وَصَلوا

بَكَيتُ بِرَبعِهِم حَتّى

بَكا مِن رَحمَتي الطَلَلُ

فَفي قَلبي لِبَينِهِمُ

جُروحٌ لَيسَ تَندَمِلُ

وَكَم لي حيَّةٍ مِن حَر

رِها تَتَأَوَّهُ الإِبِلُ

أَبَوا أَن يَرحَموا حالي

فَقَد ضاقَت بِيَ الحِيَلُ

وَأَحناءُ الضُلوعِ عَلى

لَهيبِ النارِ تَشتَمِلُ

فَإِن داموا عَلى هَجري

فَلا سَهلٌ وَلا جَبَلُ

نَأَوا فَأَقامَ في قَلبي ال

هَوى وَالوَجدُ وَالوَجَلُ

وَقيلَ اِصبُر فَقُلتُ أَخا

فُ أَن لا يَصبِرَ الأَجَلُ

وَمَهما صُنتُ مِن سِرٍّ

فَبِالأَجفانِ يُبَتَذَلُ

وَغُزلانٍ حِسانٍ في

سِواها يَقبُحُ الغَزَلُ

هَزَزنَ وَقَد مَشَينَ لَنا ال

قُدودَ فَحارَتِ الأَسَلُ

وَما فَعَلَت سُيوفُ الهن

دِ ما فعلت بِنا المُقَلُ

وَأَغناها عَنِ التَكحي

لِ في أَجفانِها الكَحَلُ

فَلِلتُفّاحِ مِن تِلكَ ال

خُدودِ سَوافِراً خَجَلُ

أَما وَشِفاهُهُنَّ اللُع

سُ مِنها يُجتَنى العَسَلُ

شِفاهٌ فازَ مَن أَمسَت

تُشافِهُهُ بِها القُبَلُ

لَو اَنَّ العاذِلينَ رَأَوا

مَحاسِنَهُنَّ ما عَذَلوا

فَلي عَن كُلِّ شُغلٍ في

بَني الدُنيا بِها شُغُلُ

يُخامِرُ ريقَهُنَّ الخَم

رُ مِنها العَلُّ وَالنَهَلُ

فَفي لَحَظاتِها سُكرٌ

وَفي أَعطافِها ثَمَلُ