حي على أثلات يبرينا

حَيِّ عَلى أَثلاتِ يبرينا

حوراً حِساناً خُرَّداً عينا

يَرِشنَ بِاللَحظِ نِبالاً لِمَن

يَزورُ يَبرينَ وَيَبرينا

يَهزُزنَ في كُثبِ النَقا كُلَّما

مِسنَ لَنا سُمرَ القَنا لينا

مِنَ الجُفونِ السودِ جَرَّدنَ ما

أَغمَدنَ مِن بيضِ الظُبا فينا

لي بِرُبى نَجد هَوىً تالِدٌ

تَخِذتهُ بِالشامِ لي دينا

لَو لَم تَكُن لَيلى بِنَجدٍ لَما

أَمسَيتُ في جِلَّقَ مَجنونا

زَرودُ وَالجَرعاءُ أَشهى إِلى

قَلبي مِن أَبوابِ جيرونا

أَرتاحُ إِن لاحَ بَريقُ الحِمى

إِلى عُرَيبٍ ثَمَّ نائينا

كَأَنَّهُ السَّيفُ إِذا شِمتَهُ

يُغمَدُ حيناً وَيُرى حينا

وَتُسلِمُ الأَجفانُ دَمعي مَتى

ما اِندَفَعَت وُرقٌ تغنينا

يا لأُصَيحابي عَلى حاجِرٍ

غَداةَ سَيرِ الظَعنِ غادينا

كَأَنَّما عيسُهُمُ فَوقَ أَج

فاني غَداةَ البَينِ يَمشينا

هَل ناشِدٌ لي بِاللِّوا شادِناً

في لَحظِهِ هاروتُ مَسجونا

حازَ مِنَ الحُسنِ فُنوناً بِها

حُزتُ مِنَ الحُزنِ أَفانينا

أَجفانُهُ المَرضى عَلى ضَعفِها

أَمسى بِها الجَبّارُ مِسكينا

يا صَنَماً مِن حُسنِهِ كادَ ذو ال

دينِ يُرى في الحُبِّ مَفتونا

لكنَّنا في زَمَنٍ بَأسُ بَد

رِ الدِّينِ فيهِ عَصَمَ الدِّينا

لَيثُ وَغىً تَنفُرُ مِنهُ العِدا

كَالشاءِ أَحسَسنَ السَراحينا

بِسَيفِهِ يَنثُرُ ما كانَ مَن

ظوماً مِن القِرنِ وَمَوضونا

الطاعِنُ النَّجلاءِ تَرمي بِتَي

يارٍ مِنَ التامورِ مَسنونا

يَنظُرُ مِن طَعنَتِهِ ثانِياً

وَراءها بِالرُمحِ مَطعونا

لَمّا غَدا في كُلِّ حالاتِهِ

مُبارَكَ الطَّلعَةِ مَيمونا

شَدَّ اِبنُ أَيّوبَ بِهِ أَزرَهُ

وَهَل لِموسى غَيرُ هارونا

فَسارَ في دَولَتِهِ سيرَةً

ما عِندَها المَأمونُ مَأمونا

بِهِ مَنارُ السِلمِ عالٍ عَلى

أَثبَت أُسٍّ وَقَوانينا

إِن أَفنَت آراءُ أَهلِ النُهى

فَرَأيُهُ لَم يَكُ مَأفونا

تلبسُ دارُ العَدلِ مِن عَدلِهِ

يَومَينِ في الأُسبوعِ تَزيينا

فَلَم يَحِد في القَولِ وَالفِعل عم

ما كانَ مَفروضاً وَمَسنونا

لَيسَ بِبدرِ الدينِ نَقصٌ وَلا

بِهِ سِرارُ الشَّهرِ مَقرونا

مازالَ في كَسبِ العُلا سابِقاً

وَسائِرُ الناسِ مُصَلّينا

اِنتاشَني مِن زَمَني جودُهُ

وَكُنتُ مَخمولاً فَمَدفونا

فَصَدَّ عَنّي زَمَني إِذ كَسى

حالِيَ تَحسيناً وَتَحصينا

وَصِرتُ ذا عِزٍّ وَجاهٍ بِهِ

كَذاكَ مَن والى السَلاطينا

مَنَّ وَما مَنَّ بِمَعروفِهِ

وَلَيسَ مِنهُ المَنُّ مَنونا

لَتَهدِيَن في فَضلِ بَدرٍ مدا

ئِحي لَهُ الأَبكار وَالعونا

لَو لَم أَكُن في ظِلِّهِ كُنتُ في

دِمَشقَ دونَ الناسِ مَغبونا

كَفاهُ تَقريبي عَلى فَضلِهِ

دَلالَةً مِنهُ وَتَبيينا

كَسَوتَ بَدرَ الدينِ مِن حُسنِكَ ال

دُسوتَ حُسناً والدَّواوينا

هُنِّتَ رَغماً لِأُنوفِ العِدا

بِعامِ خَمسٍ وَثَمانينا

وَعِشتَ في أَمنِكَ مِن كُلِّ ما

تَخشاهُ تِسعينَ وَتِسعينا

حَتّى نَرى مِثلَكَ أَبناءَكَ ال

أَفاضِلَ الغُرَّ المَيامينا

حَطَّ عَلى أَعدائِكَ اللَهُ ما

حَطَّ عَلى العِدا بِحِطّينا